اساتذة التكوين المهني رافعة الاندماج الاجتماعي والاقتصادي

 سطات  اساتذة التكوين المهني رافعة الاندماج الاجتماعي والاقتصادي

مكتب جريدة النهضة سطات

بقلم حسن حمريقي

مند انشاء مكتب التكوين المهني وانعاش الشغل عام 1974،  وهو يعرف اقبالا متناميا، إذ يستوعب مستويات تعليمية مختلفة، وفي شعب متعددة  تتجاوز 300 شعبة، وشكل مصدرا لليد العاملة المؤهلة في مجلات عدة ،ولا زال التطور مستمرا، حيث اكد جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة الذكرى السادسة والستين لثورة الملك والشعب على ان: ” الاهم هو الحصول على تكوين يفتح افاق الاندماج المهني والاستقرار الاجتماعي” ،وان التكوين ضرورة ملحة  ” لرفع تحديات التنافسية الاقتصادية ومواكبة التطورات العالمية“.

ونود اليوم ان نسلط الضوء على حلقة اساسية و مركزية في هذا القطاع الحيوي، وهم الأساتذة  او المكونون من خلال العناصر الاتية :

  • وظيفة التكوين: يعمل أستاذ التكوين المهني بأحدث الاساليب البيداغوجية على مستويين في تواز منسق ، وهما المستوى النظري و المستوى التطبيقي ،محققا في نهاية التكوين الكفايات والاهداف المسطرة في تناسق بديع، يجمع في شخصية المتدرب بين المعارف النظرية وأساليب تنزيلها وتطبيقها ، مع التركيز على ركن أساسي يشتغل عليه أساتذة التخصص عامة واساتذة التواصل خاصة، في المواد الثلاثة :العربية والفرنسية والانجليزية ،وهو حسن التواصل المهني مع فريق العمل و الشركاء المهنيين ،هذا فضلا عن ان الاستاذ يرجع بعفوية وطيب خاطرمع المتدرب كلما دعت الضرورة لمراجعة وتثبيت المعلومات الدراسية الأساسية السابقة للمتدرب، سواء ذات الطبيعة العلمية او اللغوية ، و يأخذ الاعداد للحصص تفكيرا متواصلا ووقتا مهما من حياة الأستاذ الخاصة.
  • اعمال بعض مبادئ الاندرغوجيا : لكون المتدربين في عمومهم اشخاصا بالغين، فان الاستاذ يطبق بعض مبادئ هذا العلم ، فيشتغل على قاعدة ان الإنسان الكبير يفكر بمنطق نفعي ( الى حد ما )، فيرفع من الجانب المحفز على الجد والاجتهاد ،و يستمر ذلك على مدار مدة التكوين وفي احيان كثيرة بأسلوب الوالدية الراعية، ويعمل المكون ايضا بقاعدة استغلال خبرة البالغ مؤسسا بذلك تكوينا تشاركيا فعالا، فيرفع من ثقة المتدرب بنفسه ، ويحفزه على الابداع والتميز، وفي كثير من الشعب نجد متدرب السنة الثانية قد بدأ يحصل على دخل مادي، بإنجاز اعمال في وقت فراغه، و بحصوله على ديبلوم يكون من بين خيارته اقامة مقاولته الخاصة.

هذا إضافة الى ولوج المكون للمؤسسات السجنية، ليساهم في إعادة تأهيل وتكوين الأشخاص المدانين، مساهما بذلك في ورش وطني و اجتماعي كبير ومهم .

  • وظيفة المساهمة في اعداد برامج التكوين : ينخرط المكونون بفعالية في اعداد وتجديد وتطوير البرامج التكوينية، مما يعطي للقطاع دينامية مواكبة التطورات العلمية، كما ينخرطون في التكوينات الجهوية والوطنية لتبادل الخبرات والمعارف وتوحيد الرؤى والأفكار، مما يضمن توازنا وطنيا في تنمية القطاع.
  • تأطير التداريب التكوينية : يعمل المكون على التهيئة و التوجيه للتداريب التكوينية بالمقاولات المختلفة، ثم يقوم  بالزيارات الميدانية كما يؤطر تقارير التداريب و يشرف على اعدادها و ينظم مناقشتها.
  • فريق العمل داخل المؤسسات : يعد المكون لب فريق العمل داخل مؤسسات التكوين المهني ففضلا عن مهمته التكوينية، يشكل مع الطاقم الادراي فريق عمل متماسك ، فنجده عضوا فعالا في عدة لجن و مجالس من ذلك:
  • مجلس شؤون المتدربين.
  • لجنة الانضباط الذاتي.
  • لجنة التدبير والتنسيق البيداغوجي.
  • لجنة النظافة والأمان.
  • وكل اللجن و الهيئات التي تحتاج فيها الادارة لخبرة المكونين حسب تخصصاتهم، كما يساهم في التوجيه لتلاميذ الاعداديات والثانويات من خلال الزيارات التوجيهية و مراكز التوجيه داخل المؤسسات التكوينية.
  • الاستاذ والاب الثاني: يدرك الاستاذ انه يتعامل مع فئة عمرية تعرف تحولات فزيولوجية ونفسية متسارعة و ذات اهمية كبرى، كما يدرك ان شخصيات المتدربين و اوساطهم الاجتماعية مختلفة ، وكون هذا الاحتكاك غالبا ما يكون يوميا، و قد يصل  الى خمس ساعات مدة الحصة ، فانه يتحلى بأسلوب الوالد ، وهذا معروف في مؤسسات التكوين المهني ، فيقال للأستاذ كيف هم ابنائك و كيف هي نتائج ابنائك وكيف يسير البرنامج مع ابنائك

 

وتجد المكون يشتد خلال فترة التكوين على بعض المتدربين المتهاونين ، ولكنهم يعلمون يقينا ان شدته لمصلحتهم وخوفا عليهم ، فيكنون له الاحترام والتقدير، واذا غاب او انقطع احد المتدربين لظروف ما،  يسعى جاهدا  للاتصال به ، وإصلاح ما يمكن إصلاحه ، وبمرور سنتي التكوين تتجلى عدة تغيرات ايجابية في شخصية المتدرب يشهد بها أولياء الامور.

وترى الاستاذ يترقب نتائج المداولات في نهاية السنة ، وهو يحمل هم متدربيه فيفرح للناجحين ويحزن للمخفقين .

هؤلاء هم اساتذة التكوين المهني في عمومهم،  اخلاص و تفاني ، لا ينتظرون من يراقبهم او يقيم عملهم ، فمتدربوهم اناس كبار يقدرون الجهد والاخلاص في العطاء ، كما يقدرون نقيضه هؤلاء هم زراع العلم والمعرفة ، صناع الحياة،  فلكم تحية اجلال وتقدير .