الاستثمار في عامل النظافة حماية للصحة العامة

الاستثمار في عامل النظافة حماية للصحة العامة.

محمد الحرشي/الصويرة

اكثر ما يقلق الرجل هو الرجوع الى المنزل بعد عناء العمل ثم يجد الازبال في كل مكان ،فوق منصة المطبخ على طاولة الاكل في غرف الأطفال.

واعظم ما يقلق المرأة هو انتهاء الرجل من الأكل ثم يترك الازبال فوق الطاولة و يذهب لمتابعة مقابلة في كرة القدم او فلما ،ويستمر في نثر بقايا مؤكولاته قرب السرير وعلى المنضدة والزرابي.

وأخطر ما يساهم في فساد الأطفال ذكورا واناثا هو اقتناعهم بان امهم هي الوحيدة المسؤولة عن جمع بقايا الطبخ والاكل والشرب والحمام؛ فهذه الممارسات هي الضربة القاضية التي تصيب المجتمع في مقتل، إذ يتعودون على رمي الازبال في اي مكان من الشارع ، وفي هذا ضرر على البيئة بصفة عامة.
وهنا يظهر لنا دور عامل(ة) النظافة في حمايتنا من الأمراض المختلفة .

فإذا كانت الدولة تقوم بمجهودات جبارة من اجل تحسين عمل كل من قطاعات الأمن والقضاء والبرلمان والجيش فان قطاع النظافة من القطاعات الاستراتيجية في تغيير العقليات والممارسات؛ فالإنسان النظيف يكون بالضرورة انسانا مهذبا يؤمن جانبه ،محبا للعدل ، يساهم بفعالية في تنمية وطنه .

فكلما ازداد الاعتناء بعامل النظافة من حيث التغطية الصحية والتعويضات عن المهمام والأخطار والسكن اللائق والتعليم المنصف لأبناءه والتكريم الأنسب قبل وبعد تقاعده كلما ارتفع شأن المجتمع وحقق كل اهدافه في الاستثمار الحقيقي لإنسان المستقبل.