الرقية الشرعية بالمغرب بين الواقع والآفاق

بقلم :عبدالله الغوتي

الرقية الشرعية بالمغرب بين الواقع والافاق الرقية الشرعية هي فرع من فروع مايسمى اليوم بالعلاج البديل،هذا الاخير يعود ظهورة الى2700سنة قبل الميلاد الشيء الذي جعل الخبراء والباحثون في المجال يسمونه بالطب الاصيل،لان طب الاعشاب يعد اقدم تاريخيا من الطب الحديث وهو الاصل . وقد ادلوا بما يفيد ذلك مثل ظهور عملية الفصد1500سنة قبل الميلاد في قبر رجل مصري ،وبعدها ظهور ثقب الجمجمة واكل لحم البقر… وتستمد الرقية الشرعية وجودها من التاريخ الاسلامي ففي النص القراني:” وننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمومنين” مايدل عليها، وكذلك في السنة النبوية عدة احاديث صحيحة تجيزها ومنها حديث عن ابن سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كنا في مسير لنا فجاءت جارية فقالت ان سيد الحي سليم وان نفرنا غيب فهل منكم راق فقام معها رجل ما كنا نابنه برقية فرقاه فبرا فامر له بثلاثين شاة وسقانا لبنا فلما رجع قلنا له اكنت تحسن رقية او كنت ترقي قال: مارقيت الا بام الكتاب قلنا لاتحدثوا شيءا حتى ونسال النبي ص فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي ص فقال وما كان يدريه انها رقية( تعجبا منه) اقسموا واضربوا لي بسهم.رواه البخاري . وكذلك الحديث المشهور لاباس بالرقى مالم تكن شركا… كذلك الصحابة رضي الله عنهم والمشهور منهم في الرقية عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكذلك التابعين وتابعيهم كالامام احمد وابن تيمية وغيرهم كثر. والسؤال الذي طرح ويطرح نفسه بشدة في المغرب بلدنا الحبيب في السنوات الاخيرة: هل اتاك حديث الرقية والرقاة بالمغرب؟ الرقية الشرعية بالمغرب هي موروث علاجي عرفته الاجيال السابقة في القرون الماضية كان الطالب او الفقيه او امام المسجد بالمفهوم الحديث وشيوخ الزوايا هم الذين يرقون المرضى وغالبا بكتابة ايات قرانية على ورق لعلاج عدة امراض… وفي تسعينيات القرن الماضي ظهرت الرقية الشرعيةوالعلاج البديل في المغرب كقطاع مهني فرض ذاته مع مرور الوقت ويمارسه اشخاصا اطلق عليهم اسم رقاة ومعالجين .واصبح عددهم يتزايد سنة بعد اخرى على غرار باقي المهن والقطاعات الخدماتية. وكما يعلم الجميع هذا القطاع مثل عدة مهن اخرى قطاع غير مهيكل وغير منظم في المغرب الشيء الذي ادى الى كثرة الحديث واللغط عنه في الاربع سنوات الاخيرة ،فكلما وقعت واقعة في اي مكان طبق على الراقي المثل المشهور” طاحت الصمعة علقو الحجام” او بالاحرى المثل الاخر ” شكون حرق النادر احميدة” والسبب في ذلك اختلاط الحابل بالنابل وجود اناس يمارسون الشعوذة والدجل متوارين تحت اسم راقي لتضليل الناس لكن الشمس لايحجبها الغربال كما يقال. وفي الحقيقة كثرة الكلام على القطاع تدل على نجاحه في تقديم خدماته وعلاج عدة امراض مستعصية الشيء الذي جعل رقاة ومعالجي المغرب يتصدرون قاءمة المعالجين بالعالم ولا ادل على ذلك توافد زباءن كثيرة من بقاع العالم على المعالجين المغاربة وايضا سفر عدة رقاة لتقديم خدماتهم وطنيا ودوليا وسر نجاحهم هذا – الذي لايعرفه الجمهور- هو ان جل الرقاة والمعالجين المغاربة هم خبراء في علم الاستقصيات ويشتغلون به. وهم يعرفون بعضهم جيدا ويعرفهم الناس كما يعرفون ابناءهم،لانهم اناس يشتغلون بضوابط شرعية لايستقبلون اي امراة مريضة الا بوجود مرافق محرم لها ولا يطلبون من المريض اسمه واسم امه مثلا بل يعالجونه بما جاء في القران والسنة النبوية والطب النبوي الاصيل . ويحبون وطنهم وملكهم حبا جما ويحبون ايضا مهنتهم ومنذ سنة 2017 يحاولون تنظيم صفوفهم بتنظيم عدة لقاءات وطنية بمراكش واكادير والدارالبيضاء وعندهم لواءح باسماء الممارسين الحقيقيين للقطاع.وقد قدموا ملفاتهم للدولة الحكومة يطالبون بالتنظيم والهيكلة القانونية ليعرفوا ما عليهم من واجبات نحو وطنهم ومالهم من حقوق وحماية . وهذه المطالب تصادف الان مانادى به صاحب الجلالة ايده الله بنصره واعزه بعزه مايسمى بالحماية الاجتماعية وهي ورش من الاوراش التي يقوم بها صاحب الجلالة نصره الله في العشرين سنة الاخيرة والتي قفزت بالمغرب قفزة كبيرة نحو الرقي والازدهار لهذا نطالب الدولة في شخص حكومتها بالتدخل الفوري لتنظيم قطاع الرقية الشرعية والعلاج البديل بالمغرب وباقي القطاعات الغير المهيكلة تحت شعار لنبني ونرمم ولا نهدم حتى لاينطبق علينا قول الشاعر العربي: اسعدان يانخلتي حلوان وابكيا لي من ريب هذا الزمان اسعدان وايقنا ان نحسا سوف يلقاكما فتفترقان