العيد وكوفيد والمخزن وعلي الساهل الروداني

… لأول مرة عبر التاريخ الاسلامي ، تحتفل الأمة الاسلامية في مغارب الارض و مشارقها ، بعيد الأضحى في جو لم يسبق له مثيل منذ رؤية نبي الله سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام في منامه … حيث أمره الله بذبح ولده سيدنا اسماعيل عليه السلام ، حيث امتثل لأمر الله عز و جل ، و امتثل لما جاء في رؤية والده … و نزل سيدنا جبرائيل و معه خروف بإذن الله ، فذاءا للولد اسماعيل … و معلوم أن أن سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام هو الذي سمانا :
” المسلمين ” ، ليصبح للمسلمين : عيد الأضحى احياءا لذكرى فداء روح سيدنا اسماعيل
عليه السلام بكبش من الجنة ، ارسل لسيدنا ابراهيم الخليل من عند الله بواسطة سيدنا جبرائيل !!! و منذ الرسالة المحمدية و المسلمون يحتفلون بعيد الأضحى بذبح الخرفان و الأكباش و يعيشون طقوس الاحتفال بفرح و سرور ، يتقاسمون و يوزعون الصدقات و دعوات الخير و البركات و يتمنون لبعضهم البعض السعادة و الاطمئنان و راحة البال و الأمن و الأمان و الاستقرار و الرفاهية في ظل العبادة و الصلاة و الركوع و السجود للواحد الأحد و هو : الله عز و جل … لكن سنة : 2020 الميلادية ، عرفت الاستثناء في الكوارث و الأمراض الفتاكة و المصائب لم يعهدها الناس على الكرة الارضية من قبل !! يتعلق الأمر بالوباء الذي
عرفوه بإسم: كوفيد:19 ( كورونا ) الذي حير و دوخ الخبراء و العلماء و رجال الدين و المفكرين و حير الأمم و الشعوب ، و فتك بالدول الكبرى و الصغرى ، و لم يترك و لو بقعة صغيرة في الدنيا لم يدخلها … في هذا الجو المكهرب و الخطير ، يحتفل العالم الاسلامي بعيد الأضحى ، متشبثا بأوامر و تعليمات صارمة من أولي الأمر ، حيث خضع للحجر الصحي و حمل الكمامات ، و التنقل بالترخيص الاستثنائي من السلطات و اعوانها ، لتصل الأمور في
المغرب الى اختلاط الصالح بالطالح ، و اختلاط الحق بالباطل ، و استفادة المستفيد و منع
الغير مرغوب فيه !! و توزيع المال بطريقة ارتجالية و عشوائية و بالأحرى زبونية !! لقد عاين
الناس كيف يتصرف رجل السلطة المتهور مع الناس في الشارع بسبب او بدون سبب مستدلا بقانون الطواريء الاستثنائي ، لقد تابع المتتبعون كيف تم تعنيف : وكيل الملك بطنجة من طرف رجل القوة المساعدة و الزج به ذاخل سيارة المخزن كالخروف بطريقة قمعية و انتقامية مقصودة ، ما دام المقموع ينادي و يصرخ ، أنه ينتمي لأسرة القضاء و معروف لدى ساكنة الحي الذي ارتكبت فيه النازلة !! ثم قضية الطفل الذي تم صفعه من طرف رجل سلطة بالشارع العام و أمام عدسات التصوير !! و الكثير من النوازل الخارجة عن القانون الذي سطرته الدولة لوقاية الساكنة من الوباء … و المعروف أن الشعب المغربي كان ذائما في مواعيد جلالة الملك محمد السادس نصره الله و ايده ، شعب وفي يصغى و يستمع بفؤاده و قلبه لأوامره و تعليماته و خطبه السامية و التي يطبقها بحذافيرها و يحفظها و يحس بها ، لأنه الأب الروحي نصره الله … في بعض الأحيان تتدخل بعض المؤسسات في المبالغة في الشرح و التطبيق ، و عوض التفاهم باحترام مع الشعب و ايصال الرسائل الملكية الأبوية ، يقع التصادم و العجرفة و التهديد !! مع العلم ان المغاربة قطعوا اشواطا لا باس بها في الحوار من أجل ترسيخ الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و
حقوق الانسان و و و … و من قلة تحمل المسؤولية تجاه هدا الشعب الوفي للعرش العلوي
المجيد أن تتجرأ بعض السلطات المتهورة في الاستمرار في الشغب و المناوشات و التشدق
بتربية الشعب بالكلام الدنيء و التهديد بالاعتقال و الحرمان من حقوقه الانسانية ، بدعوى
ان السلطة لها يد طويلة في تنفيذ ما تريد ، خارج القانون !! الشعب الجامد و الصامت و الذي لا ينتقد حكومته و مجالسه و لا يشارك في أخد القرارات يعتبر بين شعوب الأرض ميتا
و مقموعا و مغلوب عن أمره ، إن المغاربة أحياء بفكرهم و اخلاصهم لسلاطينهم و ملوكهم
منذ ادريس الأول الى محمد السادس و الى أن يرث الله الارض و ما عليها !! إذن لا داعي لقمعهم و تهديدهم ، اتقوا الله أيها السلطويون (…) و حتى لا نعمم ( البعض )منهم … في
حين من الاحيان يحزن الشعب و يتساءل بقلق ، و هذا الأمر طبيعي جدا لذى الشعوب المتحضرة و المؤمنة بالديمقراطية ، لكن عندما نهيء أنفسنا للاستماع لخطاب ملكنا المعظم السامي نكون دائما متفائلين للخير و الاستقرار النفسي و الارتياح للمستقبل ، لأن
جلالته نصره الله يعرف احاسيس الشعب و المغاربة يعرفون ما يكنه جلالة الملك لهم، لا فرق لديه بين أسرته الصغيرة و الكبيرة !!! … على كل حال الله مسامح كريم لكل من استغل
وباء كورونا ، و بالغ في ظلم الناس ، ندعو له بالهدايا ، لأنه ينتمي للشعب قبل أن يكون رجل
سلطة (…) ، الشعب المغربي تحمل الجوع و العطش و العراء و العطالة و تحمل الاستعمار
الخارجي لكنه لا يستطيع تحمل قمع السلطة/المخزن في أوج وباء كورونا و الحصار الممنهج و الظالم و الاعتقال و طأطأة الرؤوس على حساب حريته و حقوقه الانسانية خصوصا : قبل و أثناء و بعد عيد الأضحى لسنة: 2020 ،الذي لم يسبق للمسلمين ان عاشوا مثله حيث أغلقت بيوت الله و منع حج بيت الله الحرام ، و قطعت الروابط و العلاقات الأسروية و العائلية و الدولية ، و انقطعت سبل العيش و التعايش بين دول المعمور !!! و لا حول و لا قوة إلا بالله … رفقا بالناس أيها المسؤولون ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في
السماء … *** اهنيء الجميع بمناسبة عيد الاضحى ، و أتمنى أن يعيده الله على الشعب المغربي في السنة القادمة إن شاء الله و يجده فرحا و مسرورا ، ينعم جميع أفراده بوافر الصحة و السعادة و أن يرقى الى الصفوف الأمامية في التقدم و الرقي بين الشعوب المتقدمة وراء ملكه العظيم جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ./.

يتبع……