الكاميرا العادلة وحقوق الانسان

الكاميرا العادلة وحقوق الانسان

بقلم محمد الحرشي

من حسنات العلم الكبرى ما توصل اليه من اختراعات مذهلة تنظم المرور وتراقب المخالفات وتصحح الاختلالات وتنبه عنذ التجاوزات.
فلم تعد الكاميرا ،ابنة العلم، تستعمل فقط في الطرقات السيارة والعادية والفضاءات المختلفة بل توسع استعمالها إلى كل القطاعات والادارات ،وأضحت جزءا لا يتجزأ من تجهيزات وممتلكات جل المرافق الخاصة والعامة.
فهي تنوب عن الكلاب والعسس ورجال الأمن في أكثر من مكان وخصوصا الخطيرة منها كالابناك والثكنات العسكرية ومقرات المخابرات والتجسس وكل مكان يتضمن مستندات وأموالا وحلي ،فلا تتأثر بالعواطف البشرية وعوامل الطقس.
وتوسع استعمالها إلى الملاعب الرياضية تراقب الجماهير والحكام واللاعبين و خصوصا مشروعية الأهداف ،فانصفت فرقا وعدلت قرارا ووبخت متعديا وجازت متفوقا.
وقد تحولت إلى أداة يضرب لها الف حساب، والسبب هو أن عاطفة الإنسان تتدخل في الكثير من الأمور فترجح كفة امرأة جميلة على أخرى ورجل سلطة على غيره وذو مال على فقير.
فالكاميرا أكثر عدلا وإنصافا من الذي اخترعها ولا يمكننا تكديبها أو التطاول عليها لانها مرتبطة بالشبكة العنكبوتية التي تنفذ سياسات العلم والعولمة العابرة للقارات والقوميات والاهواء والرغبات.