النقلة في الامتحانات نتيجة البيت والانتخابات

“النقلة ” في الأمتحانات نتيجة البيت والانتخابات

بقلم محمد الحرشي

ان من شاهد الفيديوهات المتعلقة بامتحانات البكالوريا التي يتكلم فيها المترشحون والمترشحات عن أجواء المراقبة والحراسة يحس بخيبة عميقة وتذمر لا حد له مفاده ان مستقبل المغرب في خطر محدق اذا لم نقم بثورة حقيقية قوامها إرادة الشعب والملك لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.

فجل الممتحنين والممتحنات لم يتحدثوا البثة عن قيم النزاهة و المجهود الشخصي وسهر الليالي أكثر ما رددوا عبارات “النقلة “والتحراز” والبحث عن “نقال” آخر أكثر احترافية في عمليات الغش والتدليس وقادر على إظهار قوة عضلاته ضد المراقبين وإدارات التعليم المختلفة.
وهذه ظاهرة خطيرة بمعنى الكلمة تهدد الفرد والأسر والمجتمع والدولة برمتهم وستؤدي بنا الى سقطة تقضي على الأخضر واليابس وفيها الكثير من الأهوال .
واسباب هذه الظاهرة متعددة نذكر منها:
@ ضعف سياسة واجراءات محاربة الغش.
@ السماح بالغش في الانتخابات مما يضعف مناعة المجتمع برمته في محاربة الفعل على المستوى التعليمي والاداري وكافة المباريات والامتحانات الاخرى .
@ انتشار قيم الكسل والاتكال على الآخر منذ الخطوات الأولى داخل بيت الأسرة .
@ ضعف الاعلام المحلي في مواكبة قيم المجهود الشخصي والعمل النزيه ونشر ثفافة تكافؤ الفرص والمساواة .
@ انتشار مقولات “اباك صاحبي” والمحسوبية والانتهازية والمصالح المتبادلة.
@ التساهل الواضح في امتحانات التعليم الابتدائي مما يقوي منذ الصغر اساليب الغش والاعتماد على النقل بذل إعمال العقل في التحصيل والأجوبة.
@ سيادة منطق كل حاجة قضيناها بتركها ولا داعية لتفعيل القانون مع الجميع ومن الأحسن أن اغمض عيني بذل التبليغ عن المخالفات والخروقات القانونية.
@ إهمال تدريس مادة الأخلاق والقيم السنوات الأولى للتعليم ، ومنها محاربة الغش في كل الدروس كيفما كانت طبيعتها وأهدافها .
@ انتشار ثقافة التلقين والحشو على حساب الفهم والإدراك مما يجعل من المتعلم(ة) اداة نقل :تلتقط ولا تستوعب ، تقطف ولا تجني، تذمر ولا تبني.
@ عدم تحمل الأمهات والآباء مسؤولياتهم في غرس سلوكات العمل القويم والمجهود الخالص بالنموذج واعطاء المثل من أنفسهم ؛ وكذلك الامتناع كلية، وبشكل قاطع ، تمرير مقولات “دهن السير اسير”،”من نقل إنتقل”، “ما كاين معقول” “كل شي مغشوش”،”باش ماكان خص الواحد ادوز”.
وتبقى التعبئة الشاملة وفي مقدمتها فئة المثقفين والمتنورين في المؤسسات التعليمية وفي كل القطاعات الحكومية وطنيا،جهويا وإقليميا من الإجراءات المستعجلة للقطع تماما مع فيروس الغش الذي يهدد صحتنا جميعا .