انعدام الأخلاق وقلة الحياء تجعل البعض يحب السلطة ويطلب المسؤولية

بقلم  ستاوي عبد الواحد

الكاتب العام السابق  للفدرالية الاسلامية لجهة  البيمونتي وخطيب مسجد النور بفرنسا

 

من خلال تجربتي المتواضعة والتي سمحت لي بزيارة عدة مراكز اسلامية  عديدة بالمدن الايطالية  لاحظت أمرا خطيرا يمكنني ان اسميه فيروس virus ينتقل من مركز الى اخر  ومن مسجد الى مسجد اتدرون ماهو هذا الفيروس الذي غزى وانتشر  بالمراكز الاسلامية  بالخصوص . انه حب السلطة وحب المسؤولية وحب الرئاسة والزعامة حتى اصبحنا نرى صراعات وعداوة وبغضاء وتفرقة بين الاخوة المسلمين  لان الكل يسعى الى طلب المسؤولية   بهذا المركز او ذلك.

لكن والله لو عرفوا قدر هذه المسؤولية وفهموا جيدا بانها تكليف وليس تشريف  لخافوا منها ولما طلبوها  وما سعوا اليها .

حينما تجد هؤلاء الاشخاص الذين يتصارعون من اجل الرئاسة والمسؤولية  هم اناس لورأيتهم لحسبتهم على خير  ولظننت انهم افقه الناس واعلمهم  ولكن الله المستعان .

بالله عليكم اين نحن من قوله تعالى (محمد رسول الله والذين آمنوا معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ).

لقد وقف عدد من الصحابة رضي الله عنهم لتفسير هذه الآية ( رحماء بينهم) كيف يمكن ان تصل رحمته اتباع محمد صلى الله عليه وسلم أي رحمة المومنين فيما بينهم  الى أي مدى يجب ان تصل وكيف تترجم على أرض الواقع  فبعضهم قال .رحماء بينهم ان يكون المومن لأخيه المومن والمسلم لأخيه المسلم كالأرض الذلول يطأها الكبير والصغير  وكالسحاب تظل البعيد والقريب  وكالمطر يسقي من يحب ومن لايحب  وآخرون قالوا كرحمة الأم بولدها  ولهذا دعاتنا وعلمائنا ينادون ويقولون بان عاطفة الايمان واخوة الايمان وأخوة العقيدة هي فوق كل الخلافات وفوق كل المشكلات  لان المسلم اذا بلغ  به ايمانه وحسن خلقه  وقيمته الايمانية  مدى يكظم فيه  غيظه وينفع  حلمه غيره  فيصفح عمن اساء اليه ويسامح ويغفر لمن جهل عليه فهذا على خير كبير وعظيم  فنسال الله له التباث.

كثير من الناس وللاسف الشديد حينما تراهم في بعض المساجد والمراكز الاسلامية  وهم في المقدمة  تحسبهم على خير يغريك مظهرهم اللحية والقميص ماشاء الله  ولكن سبحان الله عند او مشكلة  يصطدم بها مع بعض الناس او كلهم داخل او خارج المسجد تجده ينزع عنه لباس التقوى والورع وثياب الاحسان  والايمان  فينسلخ من هذا كله  ويتحول الى  وحش كاسر منفر  ومبغض والنبي صلى الله عليه وسلم وصف المنافقين  بقوله اذا اتمن خان واذا حدث كذب واذا خاصم فجروالله تعالى يقول ( والذين اذا ماغضبوا  هم يغفرون ).

ولكن من الرغم من سماعه لكل هذا الكلام  القراني والنبوي تجده يشير اليك   بنظراته ويحذرك بسلوك غريب (  كيخرج فيك عينيه وكيكول ليك هاودني منك راني غادي نسمعك لكلام لي معمرك سمعتيه  راني غادي نوريك لوجه لي معمرك شفتيه  راني غادي نوريك لوجه لاخر )

بالله عليك كم من وجه لديك اذن   سبحان الله اين انت من تعاليم القرآن الكريم  ومن اخلاق النبي الحليم.

ربما قد نكون كلنا ذاك الرجل انا وانت وذاك  ولكن يجب على المسلم ان يكون وقافا عند حدود الله وآيات الله البينات لأنه تعالى شرع لنا من الدين ما يحكم  رغباتنا وشهواتنا وغضبنا وفي كل احوالنا الظاهرة والباطنة  فالله لا يريد صور بل قلوب  عامرة بالتقوى والايمان  حتى تستطيع كبح جناح الغضب  وتراعي المصلحة العامة للأمة الاسلامية وتتصرف عند الغضب  بحكمة وتريت وتترجم الغضب الى ايمان يذكره القران ويخلده.

ايها الاخوة المسلمون يامن تتصارعون وتتحاربون وتتخاصمون على تحمل الرئاسة وتطلبون المسؤولية  بداخل مركز او مسجد .

لابدان ننظر في مستوى ايماننا ونعلم انه بقدر ما يترجم الانسان تعاليم الدين وحب الدين في قلبه  الى واقع تعيشه  وتطبقه جوارحه  ويظهر في سلوكه ومعاملاته.

انني ومن خلال هذا المقال اهدي هذا الكلام  الى الاخوة الذين يعادون اخوانهم الموحدين بسبب خلافات  دنيوية مادية لا قيمة لها تجده يخاصم اخاه ويقاطعه ابد الدهر ويشيع عنه الفاحشة والاشاعات الكاذبة  ويتبع عوراته ويصف اخاه بماليس فيه  وينتظر كل فرصة للنيل منه بالزور والبهتان  ( أش غادي  نقسموا في هذه الدنيا ).

والمتتبع لمايقع من خصام ونشر الفتنة والبهتان والاتهامات الباطلة وهتك لاعراض الناس بلا حياء ولا حشمة  يستدعي منا ان نفكر في  واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ولهذا فالطيبون سيظلون طيبين كما عهدناهم وكما عرفناهم وعلى راسهم اخونا الحجراوي مصطفى بحكم السنوات التي قضيتها معه بالفيدرالية الاسلامية لجهة البيومونتي فوالله الذي لا اله الا هو لو علمت عليه ما ينشره بعض الناس انه ينهب الاموال المسلمين لكنت اول الشاهدين عليه ولكنني  اقول شهادتي في هذا الرجل انه امين ويعمل بكل اخلاص ونزاهة  من اجل انجاح هذا المشروع الذي يخدم المسلمين بايطاليا  ولا انسى الاخوة الذين معه في كل الجهات ولا نزكي على الله احدا اذا فلنتق الله في ما نقول وفي ما ننشرولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .

الامام الحسن البصري رحمه الله يقول . من نافسك في دنيا فالقها في نحره ومن نافسك في آخرتك فنافسه . فالمنافسة من اجل الاخرة نعم ينافس الجميع من اجلها  الابن امه والابن اباه ولكن ماذا تستفيد اذا نافسته من اجل خب الظهور وحب الرئاسة والمسؤولية  نفعل ببعضنا كل هذه الامور  اليس عيب ايها الاخوة اذا لنراجع  انفسنا ونصحح نياتنا ونقوم اعوجاج سلوكنا لعل الله ان يهدينا الى سواء السبيل  والى الصراط المستقيم .