فضاء فلسفة الارض الروح والجسد عند المسلمين والمسلمات

فضاء فلسفة الأرض

الجسد والروح عنذ المسلمين والمسلمات

بقلم محمد الحرشي /منذوب جريدة النهضة الدولية

لا شك أن أكثر المصطلحات استعمالا عنذ المسلمين هما مصطلحي الروح والجسد وخصوصا في مجال الدين والتدين والخطير أننا نفضل أحدهما على الآخر حد نسيان الاطار المشترك بينهما.
فالجسد مدنس والروح مقدسة ،الجسد بؤرة اللذة والروح بؤرة الصفاء والنقاء ..الجسد يغري بالموبقات بينما الروح تسمو بصاحبها إلى سبع سموات. الجسد متعدد الأشكال والأحجام والألوان بينما الروح واحدة لا شكل لها ولا لون .
الجسد من تراب والروح من نور..الجسد يبقى فوق الأرض ولا يبرحها بينما الروح تلتحق بباريها إلى الابد لا رجعة فيه ،،الجسد منبوذ في الدنيا و محروق في الآخرة بينما الروح محبوبة حد الجنون فوق كوكبنا وفي العليين.
الجسد يعاقب منذ ولادتنا ويتعرض للضرب والقرص والاقصاء والتنكيل والتهجير والقصف والقتل دون هوادة اما الروح فتهرب إلى الفضاءات الشاسعة بعيدا عن أعين الجسد “المحكور “.
الفقيه يوم الجمعة لا ينفك بالحديث عن الجسد الإسلامي بكثير من التبخيس والإذلال محذرا كافة المعتنقين والمعتنقات في المسجد من الانتباه إلى خطورته على حياتنا وسعادتنا يقول هذا الكلام وهو ينظر الى وجوهنا -الجزء البارز من جسد كل إنسان- ليرشده إلى الاهتمام بالروح الخفية قبل كل شيء ونسيان ما سواها اللحم والعظام وموادها الحيوية.
في المقبرة يوضع الجسد ممددا داخل التابوث ويعتقد الجميع أن الروح صعدت إلى باريها ثم تعود الاجساد الدافنة الباقية بارواحها إلى ملذات الدنيا ومباهجها .
فكلنا لا ندرك تمام الإدراك أن الجسد والروح صنوان وخلان ومادة واحدة وشكل واحد ومصير واحد كلاهما يحدد الاخر..فلا الروح سابقة على الجسد ولا الجسد سابق عليها..سعادة الروح في صحة الجسد ومتعة الدنيا في نفس سوية تصقلها التربية الجيدة ودولة الحق والقانون والمساواة وتكافؤ الفرص.
ان الذين يغالطون الناس بثنائية الجسد والروح انما يريدون الإبقاء على التشويش في أذهاننا وغرس ثقافة: لا تهتم بجسدك فهو فان واهتم بروحك فهي الباقية وخلاصك في الدار الدائمة.
لا روح بدون جسد فهو الأولى بالاهتمام والتغذية الجيدة والترفيه المستمر والعاطفة الجياشة والتثقيف المتنور، اذا صلح صلح مضمونه ، وهو ما نسميه الروح ، واذا فسد بالتربية الغيبية والتجهيل فسد مضمونه وانعكس على كل مناحي حياتنا فوق الأرض الأبدية.