فيديوا مؤسسة التعليم الثانوي التاهيلي النورسوحكمة المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية

فيديو مؤسسة التعليم الثانوي التأهيلي النورس بالصويرة وحكمة المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية .

بقلم:محمد الحرشي

لا شك أن الفيديو الذي صور ونشر لتلميذ يرقص على طاولة الدرس أمام أنظار أستاذته وزملاؤه فيديو مرفوض أخلاقيا ،تربويا مؤسساتيا وحضاريا .
كما أن هذا السلوك هو انفرادي واستثناءي بالمقارنة مع انضباط كل المتعلمين والمتعلمات للقوانين وفي مقدمتها احترامهم للأطر التربوية بالمؤسسة رغم صعوبة مرحلة المراهقة وخصوصياتها الانفعالية والسلوكية.
لكن ما هو مفيد وإيجابي في هذه الحادثة هو التصرف الاستيباقي لاطر المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالصويرة لاحتواء تداعيات المشكل على كل أطراف المنظومة التربوية بدء بالمؤسسة التعليمية نفسها وطنيا اقليميا ومحليا، مرورا بالآباء والامهات وافراد أسرهم و عائلاتهم ،واخيرا المتعلمين والمتعلمات على المستوى المحلي وكافة رقعة الوطن.
فلقد نهجت المديرية الإقليمية حسب نظري الطريق السليم من حيث تطبيق القانون على المخالفين بطريقة تحافظ على كرامتهم الإنسانية كمواطنين وفي نفس الوقت اصدار العقوبات التربوية المناسبة للخروقات المرتكبة.
وفعلا انعقد مجلس الانضباط بالمؤسسة المذكورة بحضور أساتذة القسم وممثلي جمعية الآباء والامهات بالمؤسسة وكذلك آباء التلاميذ المعنيين بالفيديو الذين شاركوا في بالحضور في التأديب بحكم إدراكهم لما قام به أبناءهم من أفعال، وبالتالي تقبل القرارات الصادرة بصدر رحب وعقل متفهم.
و الهدف من نشر المعلومات التالية هو تنوير الرأي العام بتداعيات بعض السلوكات غير المقبولة على المجتمع والرد على بعض المغالطات الانفعالية التي يمكن ان تنشر معلومات غير صحيحة تساهم فقط في التشويش بدل التقويم واذكاء نار القيل والقال على حساب التربية في الاتجاه الصحيح.
و قد توصلنا بعلومات من مصادر موثوقة بان العقوبات التربوية الصادرة في حق التلاميذ الخمس المخلين بالنظام الداخلي المؤسسة كانت كالتالي:
— فصل ثلاثة تلاميذ عن الدراسة
–تغيير المؤسسة بالنسبة للرابع
–توقيف عن الدراسة لمدة 15يوما بالنسبة للخامس بحكم النتائج الدراسية المستحسنة المحصل عليها.
والحكمة الكبرى التي يمكن ان نستنتجها من واقعة الفيديو هو أن إدخال الهاتف النقال إلى المؤسسة التعليمية غير قانوني وفيه خطر ومضرة للتلميذ أولا وقبل كل شيء.
فالمتعلم(ة) حر في استعمال هاتفه خارج المؤسسة ولا يمكن لاحد ان يصادره منه اذا ما احترم قانون النشر والصحافة ،فحتى في بيته لا يسمح له باستعماله حسب هواه.
الحكمة الثانية ان الأستاذة تصرفت بمرونة عالية وضبطت اعصابها ، ولم يصدر عنها رد فعل عنيف يكمن ان يستثمر ضدها وخصوصا انها كانت لا تعرف ان احد التلاميذ كان يقوم بتصوير المشهد الخارج عن حرمة المؤسسة. فالأستاذة يكفيها ما فيه من هم وتوتر وأنفعال على مدار الساعة من أجل التربية وإيصال المعلومات إلى كافة الحاضرين في الفصل الدراسى،ولا يمكن لها أن تدخل في صراع يومي ومستمر مع تلاميذ قسمها.
وهنا يلعب انعقاد مجالس الأقسام في وقتها وكلما دعت الضرورة إلى ذلك ، ولو لربع ساعة ،الدور الكبير في تبادل المعطيات والمعلومات حول سلوك المتعلمين والمتعلمات والتصدي لغير اللائق منها في وقته بحكمة المقوم وزجر المربي.
الحكمة الأخيرة هو ان على الآباء أن يسألوا عن أبناءهم وبناتهم وان يتتبعوا مسارهم الدراسي باستمرار من حيث السلوك والانضباط اولا ولا من خيث النتائج الدراسية ثانيا.