قليلا من التواضع ياابناء جاليتنا الكرماء

(كلمة للتاريخ )ذ/حسن أجروض: الصويرة في يوم السبت 2019/08/10

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
فللأمانة التاريخية والأخلاقية وخفاظا على النسيج الاجتماعي لبلادنا أقول:إنه لمن أعماق قلوبنا وباسم الواجب الوطني نرحب بعودة مواطنينا بالمهجر ونتمنى لهم مقاما سعيدا بفي أحضان وطنهم الأم ونلتزم بإسم الواجب -كل من موقعه – بخدمتهم ومد يد العون والمساعدة لكل من طالب بذلك حتى تتم خدمتهم في أحسن الظروف ووفق تعليمات وأوامرصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره من خلال جل خطاباته
ولكن بالمقابل يجب على هذه الفئة من مواطني هذا الوطن أن يعملوا أنهم مغاربة وأن سكان بلدانهم الأصلية مغاربة وهم لا يقلون وطنية منهم وأن المغرب لن يقوى إلا بتظافر جهود الجميع وأنه ليس هناك مجال في المغرب لمغربي من الدرجة الأولى والآخر من الدرجة الثانية فكلنا تحت سقف ملكية واحدة ونحيي علما واحدا ونؤدي التحية لعلم واحد وولاؤنا لقسم مسيرة واحد .
وإذا كنا حريصين على غرس حب الوطن والولاء لملكه وعلمه ومقدساته ومقومات ثوابته ومرجعيته الدينية المستمدة لمقومات صيرورتها من المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية وإمارة المؤمنين وأنفقت الدولة الكثير في تكريس هذه الأخلاق التربوية والتعليمية الشريفة،أقول إذا كنا حريصين على تحقيق كل هذه الأهداف الشريفة وغرسها بحكمة بالغة في نفوس أبنائنا سواء داخل الوطن أو خارجه عن طريق المجالس العلمية والبعثات العلمائية إذا كنا حريصين على ذاك فيجب على الجميع أن يتحمل مسؤوليته كل من موقعه لثني بعض أحبتنا من مغاربة العالم -كما تسميهم بعض وسائل إعلامنا -عن تصرفاتهم داخل الإدارات العمومية وشبه العمومية خاصة المحاكم التى يجب أن تحضى بميزة خاصة لخصوصياتها لكون القضاء من دعائم استقرار أي بلد ووجوب احترام المسؤولين داخل هذه المرافق العمومية وأن يبتعدوا عن جميع أنواع التصرفات المستفزة والاستعلاء المفرط مما يهدد العلاقة بين الجانبين ويشعر الطرف الآخر بأنه أمام مواطن من الدرجة الأولى وهو في موقف ضعف أمام ثقل المسؤولية وامتيازات الطرف الآخر.
إن جميع الإدارات واعية بظروف إخواننا المغاربة المشتغلين خارج الوطن وبالدور الذي يؤديه هؤلاء في تنمية البلاد من خلال ما يضخونه في خزينة الدولة من عملة صعبة وما يساهمون به من مشاريع تنموية كما أن الجميع يدرك ضغط الوقت وضيقه على هذه الشريحة وما يواجهونه من بعض عديمي الضمير ممن يحسبون على هذا الوطن من ابتزازات ومساومات ومضايقات مما فرض على جميع الإدارات تخصيص مكاتب مشرفة لاستقبال جاليتنا المغربية في ظروف حسنة ومشرفة دون الاصطفاف لساعات مع باقي المواطنين لقضاء مآربهم وبصفة استعجالية استجابة للنداء الملكي.
إنه آن الأوان أن يقلع إخواننا هؤلاء عن كل مظاهر الاستعلاء وأسباب الاستفزاز والشنآن والاحتكاك غير المرغوب فيه لضمان العلاقة الطيبة بين جميع شرائح المجتمع المغربي وضمان استمرار وشائج المحبة والأخلاق وسلوك الدين الإسلامي الحنيف في سلوك أبناء هؤلاء المغاربة الشرفاء، ذلك أنه من العيب أن تصادف أحدهم داخل مؤسسة ذات حرمات يكفلها لها الدستور وهو يصيح بأعلى صوته: أنا مواطن بالخارج وأنكم لا تقومون بتنفيذ قرارات ولا تعليمات الوزارات يقول ذلك وينهج هذا النهج لا لشيء إلا لكون موظف طلب منه الإدلاء بما يفيد أنه فعلا من الجالية لتشمله هذه الامتيازات ليرمي ببطاقة إقامته بعد الصياح والشتم وأصناف الإهانات بوجه ذلك الموظف الذي يبلع مرارة الموقف ولا حول له ولا قوة…إنها مسألة ضمير فقط لايلمسها إلا الغيور على استقرار أسس هذا الوطن الحبيب…تحية إجلال ومحبة واحترام وعرفان وتقدير لكل مغربي داخل الوطن وخارجه مهما اختلفت لغته ولونه ومعتقده ودينه يحترم نفسه ويرفع من قيمته وقيمة غيره من إخوانه المواطنين ويبادلهم العطف والحنان والابتسامة في وجوههم ويشعرهم بمساواته بهم وبأنه لا يعدو أن يكون مكملا لهم لمثل هؤلاء ننحني تقديرا واحتراما رافعين القبعة عاليا قائلين شكرا لكم ومرحبا بكم في أرض وأحضان وطنكم وبأمثالكم نفتخر ونعتز.