لطيفة لجوي تكتب عن وهم الإتنية بالمغرب

وهم الإثنية بالمغرب
لست أعلم كيف تجد ثلة من أبناء هذا البلد حاجتهم في الأصوات التي تدافع عن الأمازيغية و تضع العرب والعربية بمقابل الأمازيغية ، ثم كيف يصدقون ويهرولون ويتهافتون خلف هؤلاء الذين يصورون أنفسهم على أن قلوبهم على الأمازيغ ويريدون بالفعل أن يروهم في رغد من العيش نظرا ل”الاضطهاد” الذي يعانونه من العرب …إنهم يبيعون الوهم والفتنة ….
لم يكن يوما قط عبر التاريخ أدنى حساسية مابين سكان المغرب على اختلاف أصولهم وأعراقهم فمنذ أن كان المغرب كانت الزيجات و عمليات التجارة ووو….بين كل المغاربة قاطبة بغض النظر عن أي اختلاف …الدماء الأمازيغية العربية تسري مختلطة في عروق كل المغاربة تاريخنا يشهد بذلك ولعل هذه الميزة حباها الله تعالى بهذا البلد الأمين الذي ظل على مر التاريخ موطنا لتعايش جميع الجنسيات و الثقافات …حتى منذ أن كانت خريطة المغرب تضم موريتانيا و مالي والنيجر والسنغال والأندلس ليس فقط الآن …تاريخ المغرب ليس تاريخ إبادة، المغرب ليس أمريكا التي أبادت السكان الأصليين إبادات جماعية وتفننوا في قتل الهنود الحمر بشتى الطرق …أعراقنا مختلطة وحتى إن لم تكن فلا يوجد أدنى فرق في المغرب بين الناس على أساس عرقي وكل المغاربة يقدسون لغة القرآن ويفتخرون بأمازيغيتهم إلا من أصوات تنهق بما تسمع وتخلق صراعات وهمية أنشأها الاستعمار، لخدمة مصالحه وحتى أن المغاربة استنكروا ذلك استنكارا جماعيا وخرجوا بدعاء اللطيف لأن هذه الفكرة لم تكن في ثقافتهم البتة ؛ بل زرعها المستعمر الذي جند أبناء الشعب للدفاع عنه و ترك أمهات ثكلى وشرد الأبناء وقتل الرجال وسبى النساء وقص الخريطة وسلب سبتة و اقتطع أرضا سماها الجزائر وكيانا وهميا سماه البوليسارو وبنى على مليلية صورا ، يمنع أبناء البلد من الدخول إليه إلا بالشروط التي يفرضها هو …هنا ننتظر أن تنادي الأصوات باللاميز و بإحقاق الحق ….كلنا كمغاربة نفتخر بعبد الكريم الخطابي و موحى وحمو الزياني …وتنتابنا نفس نشوة تسجيل هدف في الكرة ونحن ندرس أمجاد قبائل آيت عطا وآيت مرغاد وآيت يزدي…. وإذا كان هناك من لا يستسيغ هذه الأسماء فسيكون الاستعمار لما ذاقه على أيديهم من ذل وهوان في وقت كان يتصور أنه ببلد لا يتقن حتى أبجديات الدفاع عن النفس فوجد نفسه أمام جيش منظم تلقائيا على غير ما كان يتوقع؛ الشيء الذي اضطره لاستعمال مكائده الخبيثة …
أما أبناء هذا البلد فهم لحمة واحدة وجسد واحد وإذا كانت هناك من وحدة نطالب بها فهي وحدة التراب الوطني وأن الصحراء مغربية وسبتة ومليلية مغربيتان بشهادة التاريخ والجغرافيا …
لطيفة لجوي