المزايدات في الادان يوسع الفجوة بين الاديان

.

بقلم محمد الحرشي

كل طائفة تدعي الريادة والافضلية على الآخرين ، وكل مذهب يعتقد تفرده وتميزه عن الباقي ، وكل دين يدعي صدارته للأديان الأخرى واحسن منها ؛ وهذه المقاربات الفكرية والعقائدية هي من فرقت بين بني البشر حتى أصبح من يدعون الخطابة والمعرفة الدينية هم اول من يقف بالمرصاد ضد كل تغيير في الإبداع الديني مثل ما وقع في لقاء البابا فرنسيس مع المرشدين والمرشدات في امور العقيدة .
فأصحاب الفكر المطلق في الدين لم يرقهم استعمال الآذان مع الموسيقى التي هي من خلق الخالق فثارت ثائرتهم وعبروا عن مواقفهم الفردية بشكل عنصري فج كأنهم يملكون الحقيقة الإلهية والهدف دائما هو تأجيج النفوس وتأليب المجتمع ضد من ابدع في التسامح الديني والتقارب الإنساني .
وغريب امر هؤلاء الذين رفضوا المزج بين الآذان والموسيقى الروحية مع أن أنفسهم تطرب عندما يمزج تجويد القرآن باللحن والصوت المرخم والقوي والملتوي والممتد.
فاستعمال الموسيقى الخفيفة التي تمزج بين الروح السيمفونية مع الآذان هو تعبير راق عن التقارب بين الديانات فيما بينها من جهة ومع الإلحاد من جهة أخرى.
فإذا أردنا أن نرتل القرآن على اصوله الأولى فعلى كل مجود أن يقرأه بعيدا عن التطويل والتمديد والهبوط والنزول في الصوت ومخارج الحروف والكلمات فهي كلها إضافات من صنع البشر .
كما أن العولمة الاقتصادية والتقنية والإلكترونية تفرض علينا أن نعولم الدين عن طريق تجميع الديانات السماوية والارضية في ممارسات وتطبيقات انسانية صرفة ،وليس الإبقاء على تفريقها تحت اعتقادات فردية واهية تنطلق من النقل ولم يعد العقل الحديث يتقبلها.
والذين يفتعلون المزايدات في أمور بسيطة مثل الآذان مع الموسيقى الروحية إنما يساهمون في تعميق الفجوة بين كل العقائد سواء كانت سماوية أو أرضية ويضيعون على البشرية وقتا ثمينا في الوحدة والتقارب والمصير المشترك.