ابراهيم غالي يزور الكركرات ببذلة عسكرية

 

 

 

أ.ب

لأول مرة منذ تنصيبه أمينا عاما لجبهة البوليساريو، قام إبراهيم غالي بزيارة إلى منطقة الكركرات؛ وذلك بعد أشهر قليلة من قرار المغرب تشييد طريق رابطة بين الأقاليم الجنوبية وموريتانيا.

غالي ارتدى بذلته العسكرية وتوجه إلى منطقة الكركرات، مرفوقا بعدد من قيادات مليشيات البوليساريو، كعبد الله الحبيبة الذي يعتبر المسؤول الأول عنها، وبيد الله محمد إبراهيم “قائد الناحية العسكرية”، بعد أن كان بعض مسلحي التنظيم قد توجهوا مسبقا إلى المنطقة.

وذكرت وسائل إعلام تابعة لجبهة البوليساريو أن غالي ألقى كلمة خلال هذه الزيارة، عبّر فيها عن “الوقوف إلى جانب المرابطين في المنطقة”، وقال إن “الوحدات الأمنية المرابطة هدفها هو التصدي لكل المؤامرات”، وذلك في محاولة منه لتبرير تواجدها بالمنطقة.

زيارة غالي إلى الكركرات تأتي بعد أن كان قد راسل، في شهر غشت الماضي، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون، يشتكي من الخطوة التي أقدم عليها المغرب بشق طريق رابطة بين أقاليمه الجنوبية وموريتانيا، وهو ما دفع البوليساريو إلى حشد فيالق من قواتها بالمنطقة.

الخبير في الشؤون الصحراوية صبري الحو اعتبر أن زيارة إبراهيم غالي إلى منطقة الكركرات تحمل عددا من الدلالات، أبرزها رغبته في التأسيس لكونها منطقة للوجود الثابت لكتائب البوليساريو، وأن بمقدوره أن يتحرك فيها بكل حرية.

وقال الحو، في تصريح لهسبريس، إن الدلالة الثانية تتمثل في رغبة غالي إعطاء شحنة معنوية للعناصر القليلة التي تتواجد بالمنطقة، ومن ثمة يبعث برسالة إلى المجتمع الدولي وإلى المغرب مفادها أنهم جاهزون للحرب والقتال.

وتأتي هذه الخطوة، بحسب المتحدث، في وقت اشتد فيه الخناق دبلوماسيا على الجزائر وجبهة البوليساريو، واقتحام المغرب لدول كانت تحسب عادة في صف الجزائر وترافع من أجل الجبهة، “وهنا يحسون بنوع من الضيق ويريدون استبدال هذا الضغط الدبلوماسي بالتركيز على ما هو حربي وقتالي. وعندما تتحرك الدبلوماسية المغربية في أفريقيا والدول التي كانت عصية، أكيد يمارس ضغط قوي على الجبهة”، يقول الحو، وبالتالي فهي تريد أن ترسل رسالة إلى المغرب تقول “إذا اشتد علينا الضغط الدبلوماسي سنلجأ الى العنف”.

الحو يرى أيضا أن هذه الزيارة تحاول التشويش كذلك على منظمة الأمم المتحدة، لاسيما أن قرارها الأخير طلب تقديم تقرير قبل نهاية ولاية بان كي مون، وقال: “هذا التحرك يريد التنبيه إلى أن مسألة المينورسو لم يتم الحسم فيها، ويجب الضغط على المغرب، وكأن غالي يقول يجب ألاّ ننسى مسألة رجوع قوات المينورسو لتعود إلى عملها كما كان من قبل”.