ازمة قطاع الصحة بزاكورة وتهاون الوزارة .

 

لم اكن قادرا على امتلاك سلاح الصبر في فهم حقيقة ما يجري بقطاع الصحة بزاكورة ، لم اكن واعيا بقدر حبي للحياة في الثلث الخالي من هذه الارض . ارض كوش ابن نوح عليه السلام . لم اعرف بعد معنى البقاء على قيد الحياة ، ولو على مضض . لعلة السبب الحقيقي في التفكير الافقي ،حول طوابر وصفوف العيال والكهول والاطفال على ارصفة الباڤي كانهم بيادق شطرنج . ينتظرون وقت الصعود مع الواد . نعم انه الواد الذي لم يكتب فيه بعد النجاة او السلامة . فقط قوارب رباعية الدفع تنتظر بدورها تأشيرة الرصيف في رحلة البحث عن صمام امان الروح . ولو ان الروح والاجال بيد الله .
جميل جدا ان تلاحظ بنايات ترفع به اعلام الوطن الجريح . على طول الشارع المؤدي الى مقبرة (مجزرة) الاحياء .حيث هناك رمانة مغمضة . الداخل مفقود والخارج مولود ، انه المستشفى الاقليمي بزاكورة . حركية اناس بسطاء فقراء . والهم والويل لكحل يبدو على وجوههم . لان مصيرهم محتوم داخل المستشفى .
في اواخر 2018 قدر لوزير الصحة القيام بزيارة ميدانية لزاكورة . طبعا من ناحية البروتوكول يعتقد البشر اننا نتواجد داخل مصحة خاصة . اطباء وممرضيين واداريين ومسؤولين كولشي حاضر ناضر . تجهيزات مغلفة بالميكة . انها صورة فسيفساء لتمويه وزير الصحة ان الامور بخير وعلى خير . على الرغم من ان الطائرة مزال دايرة امارش باش ترجع لي جابت من مدن اخرى مع انتهاء تصوير مشهد من حلقات بديع الزمان الهمذاني .
من المسؤول على الاستهثار بصحة فقراء وشرفاء إقليم زاكورة ؟ . طبعا الكل متذمر وساكنة زاكورة تردد باي دنب عدبت . العذاب جوج انواع عذاب القبر والذنيا وكل شاة غادي تعلق من كراعها .
ينعدم امال الحياة حينما تقترب من اي مستوصف او حتى المركز الاستشفائي الاقليمي . اللهم ان كان حظك من أصحاب النفوذ ، وقت الشدة . وهنا تدمع العين على ثنائية التعامل او مسالة أباك صاحبي . من اجل حق دستوري انه التطبيب والعلاج .
العقارب والافاعي والسل واللشمانيا والانفلوانزا والفئران والغبار وكل انواع الحكرة ، سمة تلازم نساء واطفال زاكورة ، وانعدام تعاطي معقول وايجابي مع واقع الحال . وكانت الضحية طالبة جامعية كانت اسرتها تعقد عليها امال الحياة . وتبددت احلامها القروية وانتهى بها القدر جثة هامدة ورية تحث تراب هذه الارض الطاهرة .لتتبعها الطفلة دعاء البراءة في غفلة من عقرب كان سببا للرحيل الابدي . في ظل غياب امصال السموم .ولاغرابة أن يتطور الامر إلى جريمة بتر يد جنين حديث الولادة داخل اسوار هذا المستشفى(المجزرة) …. هي سلسلة من ضحايا التهميش والفقر الذين يموتون اما نزيفا أو اهمالا أو تقصيرا . اكيد بدافع الفضول كولشي يتحدث عن سبب الوفاة ، والجميع يقول الصحة بزاكورة خاصها علاج هيكلي وبنيوي . لانتشالها من اعماق اللاضمير لوزارة عاجزة عن توفير ابسط شروط الحق في الحصول على تطبيب وعلاج يليق بمواطنين سكنوا الجبال والفيافي والصحاري.
حبا في وطن يتسع للجميع.
بقلم رضوان لحميد