اعادة النظر فر تنائية المومن والكافر

إعادة النظر في تنائية المومن والكافر

بقلم محمد الحرشي

منذ صغرنا و نحن نسمع أننا مومنون والآخرون كفار؛ ونستفسر كبارنا ما الفرق بين الكافر والمومن؟ فيأتينا الجواب موحدا على ألسن مربينا : الكافر هو غير المسلم ! ومن يكون المسلم يا ترى؟ هو الذي يومن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر. ولماذا لانعرف اي شيء عن الإنجيل والثوراة وموسى وعيسى وغير هم من الكتب والرسل؟ انها كتب مزورة والرسول محمد احسنهم كلهم وهو مرسل للعالمين جمعاء. ولماذا نحن متأخرين على جميع الصعد رغم أن عنذنا احسن دين واحسن رسول ؟ لأننا لم نطبق الإسلام الحقيقي!. واين الاسلام الحقيقي؟كان في عهد الرسول.! وكيف يمكننا أن نعيده الآن؟ بتطبيق القرآن والسنة . ومن بمقدوره أن يفهم القرآن دون تأويله على مقاسه اما تطرفا أو تزلفا للحكام!!؟
انها أسئلة متناسلة لا اول لها ولا آخر ، كل واحد منا يرمي بها في وجه الآخر ليقنعه بصوابها .
واكثر من هذا،قسمنا – نحن المسلمين- العالم الى مجموعتين: الكفار والمومنين، واختزلنا وجودنا في هذا التصنيف العنصري المقيث الذي لم يزد واقعنا الحالي الى غموضا وتعقيدا.
والحل كل الحل، يكمن في تعويد الأطفال وتربيتهم على استعمال عقولهم والنظر إلى الوجود على انه للكائنات البشرية وغير البشرية بكل أشكالها وأنواعها أصنافها ومعتقداتها وألوانها ؛ وأن أمنا كلنا هي الأرض التي تعطينا كل شيء وتضمن بقاءنا واستمرارنا فوق اديمها.
وبذل خلق الفتنة الدينية والتمييز العنصري باستعمال مصطلحات التفرقة المقيتة بين ابناء البشر أساسها معتقدات لاهوتية ماضية ، يجب أن نعمل على غرس مناهج التحليل في العقول الفتية وجعلها تطرح الأسئلة باستمرار والبحث المتواصل عما يوحد الرؤى إلى الكون الذي يحيط بنا ببحاره وسمواته وخيراته التي نتغذى بها ؛ وعلينا ان نستوعب أن مفردات الكافر والمومن لا علاقة لها بالإنسان بتاتا.