الإحسان في رمضان يا محسنين

الإحسان في رمضان :

بواسطة زاهر نور الدين

الإحسان اسم عام لكل ما يمكن أن يكون فيه، والمسلم متعبد به في جميع شؤونه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء» وهو تفسير لقوله تعالى {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} فالإحسان يرقِّي العبد إلى درجة المحبوبية لله تعالى

وأول ذلك؛ الإحسان إلى النفس بالعمل لها في ما ينفعها في دنياها وأخراها، وذلك بحسن التعبد لله من صدق الإيمان، وأداء الأركان، والرضا عن الرحمن، وحسن التوكل عليه، والمحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكثرة ذكر الله وشكره، وتعهد كتابه والعمل به.. إلى غير ذلك من مقامات العبودية لله تعالى. فإن هذا الإحسان نفعه مباشر ويجده في دنياه وآخرته.

ثم يأتي في المرتبة الثانية الإحسان إلى الناس بما ينفعهم، من القول الحسن والفعل الحسن، فقد أمر الله تعالى بأن يكون قول المرء دائماً حسناً كما قال سبحانه: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} فهو أمر عام في جميع الأحوال والأقوال ولعموم الناس، وقد خص غير المسلمين بالذكر في آيات أخر كما في قوله سبحانه {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وقوله عز شأنه {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}.

والفعل الحسن كذلك أمرنا به في جميع الأعمال ولا سيما في مقام التعامل مع الناس وحواراتهم كما قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} أو في عمل الإنسان لنفسه كما قال صلى الله عليه وسلم: «أحسنوا صلاتكم، وأتموا ركوعكم وسجودكم» وقال عليه الصلاة والسلام: «أحسنوا إذا وُلِّيتم، واعفوا عما ملكتم».

وفي مقام الإحسان إلى الغير بالعطاء والبذل والسخاء وهو من أهم مظاهر الإحسان الذي أمر به المسلم، والذي وعد الله تعالى عليه أجراً عظيماً، فقد آذنهم بمحبته في آيات كثيرة، ووعدهم الجزاء، والزيادة، والقرب منه سبحانه، أي من رحمته وفضله، وعدم ضياع أعمالهم وأجرهم، كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}

كل ذلك لإحسانهم لأنفسهم بالإيمان والعبادة والاستقامة، وإحسانهم لغيرهم بالقول والفعل والعطاء

فإذا كان كل ذلك حاصلاً للمحسنين عموماً ففي شهر رمضان أعظم ثواباً، وأهلوه أحسن مقيلاً. جعلنا الله جميعاً من المحسنين؛ لنجزى بجزائهم {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].

ز. نورالدين