الحوثي و صالح وتصدع تحالف المصالح

  سي احمد بالمعــزى

يبدو أن الشكوك بدأت تساور صالح وأنصاره، وأصبح يقلب كفيه على ما أفضى، ويراجع الأوراق التي انقلبت عليه للبحث عن طوق نجاة، والخروج من المأزق الذي أقحم نفسه به من خلال التحالف مع الحوثي، في ظل الانتصارات التي حققتها القوات الشرعية على الأرض.

فالحوثي وميليشياته بدأت سحب البساط من تحت قدميه شيئا فشيئا، إذ بدأت بإملاء الأوامر والشروط عليه وعلى مريديه، وهذا ما تبدى في مفاوضات جنيف 2.

فقد حاول صالح خلال المفاوضات التي جرت في سويسرا النأي بنفسه عن المسؤولية في إقحام البلاد في الحرب، وتحميل الحوثيين جريرتها وما آلت إليه من الدمار على البلاد.

فما قبول الحوثي بالمفاوضات إلا مناورة سياسية من أجل كسب الوقت، فالتدخلات الخارجية الإيرانية تحول دون التزام الحوثي وصالح بأي اتفاق سياسي، والاختراقات التي أحدثها صالح داخل المؤسسة العسكرية ومنظمات المجتمع المدني تزيد من صعوبة إيجاد آلية لتغيير الأوضاع على الأرض.

كما أن التجربة اليمنية تاريخيا مع ميليشيات الحوثي أو صالح، كنموذج للدولة الفاشلة، أثبتت أن هذه الأطراف لا ترغب في المسار السلمي، رغم إعلانها الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 2216، وأن القرار الدولي لا يوفر ضمانات لتطبيقه.

.