الرحلة السباعية الى الديار الجزائرية

الرحلة السباعية إلى الديار الجزائرية : اليوم الثالث
الجمعة فاتح فبراير 2019 يوم المحاضرات، صلاة الجمعة مع الداعية السقاف ، قضاء ليلة في ضيافة ال حشاني السباعي بمدينة الرويسات بوركلة
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي
الأمين العام للرابطة العالمية للشرفاء الادارسة وأبناء عمومتهم ومحبيهم
قضينا ليلة الجمعة بفندق التجاني بمدينة تكرت وفي الصباح بعد تناول وجبة الإفطار بمطعم الفندق اتجهنا مباشرة إلى مكان الملتقى حيث وجدنا المحاضرات بدأت وتتبعناها إلى حدود الواحدة حيث توجه الجميع إلى المسجد المجاور لتأدية صلاة الجمعة وقد كانت المفاجأة أن من أم الصلاة هو الداعية اليمني السعودي العالم الجليل السقاف وقد كانت خطبته مانعة جامعة مفيدة وللفصاحة واللغة العربية السلسة وترتيب الأفكار تجعلك تتنبع كلام الداعية الإسلامي السقاف بكل اهتمام لأنه يستعمل مشاكل الحاضر وطريقة علاجها في قالب اسلامي متطور غير متحجر عالم سعودي غير متزمت بعيد عن المذهب الوهابي المتزمت لا يتكلم عن جهنم والنار والعذاب الأليم كما يفعل الوهابيين، يبشر ولا ينفر وهو أول عالم سعودي يجعلك تحترمه من اول وهلة يسلم عليك بكل تواضع يناقشك باحترام متواضع في كلامه في حركاته في لباسه لو كان سعوديا اصلا لجاء إلى هذا المؤتمر بالعقال الحجازي فهو جاء إلى المؤتمر بفوقية العلماء وكأنه جاء من العراق ومن النجف الاشرف ولشدة البردة أعطوه سلهام الوبر الجزائري المعروف ، لم يدعىفي ختام خطبته للملوك والامراء ورؤساء العرب بالنصر والامكين كما يفعل اغلب الخطباء في العالمين العربي والإسلامي بل دعا لهم بالهداية وان يرزقهم الله البطانة الصالحة تساعدهم على فعل الخير … فرق كبير بينه وبين الفقيه السديس أمام المسجد الحرام هذا الإمام الذي كنا نتابع تزويده للقرآن الكريم خاصة تراويح شهر رمضان الكريم إلا أنه بعد أن اتضحت مواقفه وانه أصبح فقيه السلطات لم نعد نطيق سماع صوته لأن العالم الحقيقي هو الذي لا يكسب ولا ينافق ولا يمدح بل هو عالم لا يخاف في قول الحق لومة لائم …. بعد صلاة الجمعة تناولنا طعام الغداء في القاعة المجاورة لخيمة الملتقى وقد كنت جالسا مع اخوة جزائريين منهم شريف يلبس جبة مغربية حمراء وشكله يثير الفضول تحس انك تتكلم مع انسان غير سوي عقليا وقد أثارت تحركاته انتباهي مند اليوم الأول لأنه حاول الاقتراب من وزير الأوقاف خلال جلسة الافتتاح وفرض نفسه على الجميع وتذاكر بالفعل مع السيد الوزير حديث لا يعرف أحد كنهه لأنه كان حديثا ثنائيا ، كما حاول هذا الشخص المثير للفضول اخد الكلمة في المنصة إلا أن اللجنة المنظمة لم تسمح له بذلك …. قال لي انه شريف جاء من مدينة تلمسان وكعادتي حاولت إثارة فضوله وقلت له أن تصرفاته غريبة وأنه تصرف أمس خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى تصرفا لا يليق برجل محترم مثله عندما أراد فرض نفسه على الوزير ، قال لي انا اتكلم مع بوتفليقة يوميا فكيف لا أتكلم مع الوزير ، قلت له هذا غير صحيح لأن الكلام مع بوتفليقة شىء صعب ،،، ثارت ثائرته وانبني بعنف قولي وقال لي اذا كنت لا تتق بي فمن الأحسن أن تجلس في مائدة أخرى. .. قلت له إذا اطلب منك اذا التقيت مع بوتفليقة أن تطلب منه أن يفتح الحدود البرية المغربية الجزائرية المغلقة مند عقدين من الزمن ،،، قال لي بعفوية إذا أردتم انتم المغاربة أن نفتح الحدود قل لملك المغرب ان يعترف قانونيا بالحدود الحالية بين البلدين وان يعترف بها البرلمان المغرب وعندما تعترفون بالحدود الحقيقية الموروثة عن الاستعمار ويتم ترسيمها قانونيا وسياسيا فإننا سيفتح الحدود ،،، تعجبت من بديهية الجواب عند هذا الرجل الغريب الشكل واللباس والجثة والتصرفات والنظرات الشجزرة وقديما قيل خذوا الحكمة من أفواه المجانين ..،
بعد طعام الغداء ذهبنا انا ومولاي صالح والابن البار صالح الدوش لزيارة ضريح سيدي محمد سائح الذي يوجد في التل المجاور لمكان الملتقى في مرتفع رملي لا يمكن الوصل إلى مكان الضريح إلا بسيارة رباعية الدفع ، عندما دخلنا مقر الضريح الذي يوجد به قبر الولي الصالح وجدنا به الداعية السقاف والمقرء المنشد البريطاني الجنسية الشاب ميكايل وبعض الشخصيات قرأنا ياسين جماعة وبعد ذلك انشد مكاييل ابتهالات ربانية لتختم الداعية السقاف الزيارة بالترحم على الولي الصالح والدعاء للحاضرين بقضاء الحاجات لأن المكان مكان استجابة الدعاء .. ضريح سيدي محمد سايح ضريح متواضع بناية قديمة متهالكة أرضه رملية غير متساوية قبر الولي الصالح عليه تابوت عليه غطاء متسخ تحيط به غرب بلا أبواب بها قبور ليس عليها اسماء أصحابها. ،،، دولة نفطية اضرحة أولائها الصالحين متواضعة وكأنها قبور الوهابيين الذين لا اضرحة لهم اصلا عكس اضرحة المغاربة ودول المشرق العربي خاصة مصر والسودان وسوريا والعراق والنجف الاشرف حيث أن اضرحة الأولياء الصالحين اية في الجمال والزخرفة. … احتراما للداعية السقاف لم أستطع أن اسأله انه هو أول سعودي اراه يزور ضريح وهو مقتنع بما يفعل… كما كنت أود أن اسأله عن السر في قبوله إمامة صلاة الجمعة اليوم خاصة أن هناك قول يقول انه لا جمعة على مسافر ..،، كلها أسئلة رغم فضولي ومحبتي للجوال لم أستطع التجرء لطرحها على العالم السقاف احتراما وإجلالا له لأنه شخص يستحق أن يحترم وأفعاله تترجم أقواله لأنها عفوية لا تكلف فيها ولانه عالم جليل يدفعك أن تحترمه عن اقتناع ….
زرنا الضريح المجاور لسيدي محمد سايح وهو مبني بعيدا عنه شيئا ما ضريحه مكتوب على بابه ضريح سيدي سليمان لكن شجرة نسبه غير معلقة به كما هو الشأن بالتسجيل لضريح سيدي محمد السايح ….
بعد صلاة العصر بمسجد الملتقى بدأت الجلسة الثالثة لاستناع إلى المحاضرات العلمية هذه المحاضرات التي كانت محاورها الأساسية التصوف كأداة لإصلاح المجتمع ومن المحاضرات التي لا زلت اتذكر أصحابها محاضرة الداعية السقاف التي كان ينتظرها الجميع وكذلك محاضرة وزير الأوقاف السوداني الرجل النحيف الذي لا أتذكر اسمه رغم انسجامي معه لانه أخبرني انه كان صديقا حميما للرئيس السوداني المرحوم سوار الذهب اول رئيس ديموقراطي في العالم العربي اول رئيس جاء بالانتخابات وغادر كرسي الرئاسة عن اقتناع وليت كل رؤساء العرب يحدون حدود والرئيس التنفيذي الذي قد يقوده هو الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز السباعي والذي كتبت عنه مقالا سنة 2013 تحت عنوان بوتن موريتانيا وهو ما قد يتحقق هذه السنة في موريتانيا 2019 … كما تتبعنا محاضرة الشاب الموريتاني محمد الأمين الكنتي رئيس مركز سيدي أحمد الكنتي في موريتانيا الموظف السامي بوزارة التعليم الموريتانية حسب ما أخبرني به والذي تشكلت بيني وبينه صداقة واحترام لأنني أحسست انه يكن محبة صادقة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. … كما كان من بين المحاضرين علم موريتاني مقيم بالجزائر واصبح لباسه وكلامه كله جزائري محظ هو العالم الدكتور يحيى عبدي وهو من موريتاني يعيش في الجزائر العاصمة مهتم بالانساب ….
كان معي الفقيه الجزائري المصالح الاستاذ سليمان حكموم الذي تربطني به صداقة واحترام متباذل خاصة أنه زارني في مقر الزاوية العالمية لآل البت ومحبيهم بالرباط عدة مرات وألقى عدة محاضرات بالزاوية كان صلة وصل بينني وبين أسرة المقاوم آل حشاني السباعي وقد أصر سليمان حكوم على تنظيم لنا زيارة إلى وركلة لصلة الرحم مع ابناء عمومتنا الشرفاء آل حشاني حيث قام بأخبار ابن المقام حشاني الحاج أحمد بتواجدنا في تكرت وقام الحاج أحمد بإرسال سيارته الخاصة لاقالتنا إلى وركلة لتناول طعام العشاء عنده وبالفعل بعد الانتهاء من الجلسة العلمية وبعد صلاة المغرب توجهت صحبة مولاي صالح مع سائق أسرة آل حشاني السباعي وعلى متن سيارتهم إلى مدينة الرويسات بولاية وركلة التي تبعد تكرت بحوالى 150 كيلومتر والتي وصلناها مع صلاة العشاء حيث استقبلنا الحاج أحمد حشاني وشقيقه الحاج بلخير وصهره الحاج فتاح وأبنائهم الكرام استقبلونا استقبالا حافلا عفويا من القلب الى القلب حيث تحس ان المحبة صادقة فابناء القائد حشاني ورثوا الشجاعة والكرم من والدهم حشاني الذي كان من أكبر المقاومين في الجزائر شارك معركة المقاومة مع بومدين وبوتفليقة وهو يحظى باحترام كبير في منطقة وركلة على الخصوص وفي الجزائر على العموم … لا زلت أذكر يوم زيناه سنة 2009 انا ومولاي صالح والحاج براهيم التومي مولاي يوسف بنعلي حيث حضرنا الذكرى السنوية لابن ساسي التي كان يشرف على إقامتها القائد حشاني كل سنة بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف ، أقام رحمة الله عليه حفل عشاء على شرفنا حضره أزيد من ألف شخص وقضينا في ضيافته انداك ثلاثة أيام معززين مكرمين …وعائلة المقاوم حشاني السباعي هي أغنى أسرة بالمنطقة ثروة بناها القائد بعرق جبينه ونماها مع ابنيه الحاج بلخير والحاج احمد ….كان يصر رحمة الله عليه على أداء فريضة الحج كل سنة مند استقلال الجزائر سنة 1961 وهي عادة حميدة ورثها عنه نجله البار الحاج بلخير الذي يصر هو بدوره على أداء مناسك الحج كل سنة صحبة شقيقه الحاج أحمد وبعض أفراد أسرته خاصة شقيقاته ،… آثار انتباهي خلال هذه الزيارة التي نقوم بها هذه الليلة يومه الجمعة فاتح فبراير 2019 أن الحاج بلخير والحاج احمد يسيران في الطريق السوي وأنهما نجحا في تنمية تجارة والدهما ورفعا رأس اسرتهما عليا أمام سكان لأية وركلة فمنزلهما أصبح أكبر منزل في المنطقة قاعات فسيحة تتسع لإستضافة آلاف الزوار خلال حفل بن ساسي خلال عيد المولد النبوي العادة التي ورثاها عن والدهما رحمة الله عليه والى جانب منزلهما الكبير يقومان ببناء عمارة كبيرة ستكون عبارة عن زاوية لآل حشاني بن ساسي السباعي يحفظ فيها القرآن الكريم والعلوم الدينية وهي بناية كبيرة مجاورة لمنزلهم ستكون صرحا دينيا له شأن عظيم لأن أبناء حشاني السباعي يسيرون على هدى من الله وفاء لروح والدهما الذي كان وسيبقى من الرجال العظام بولاية وركلة على الخصوص ودولة الجزائر على العموم رحم الله الشهيد المقاوم حشاني السباعي الذي لبى داعي ربه سنة 2011 وجعل البركة في أبنائه واعان ابنيه الشقيقين الحاج بلخير والحاج احمد في حمل المشعل وجعلها الله خير خلف لخير سلف …. تناولنا طعام العشاء مع أسرة أل حشاني السباعي في قاعة فسيحة علقت في وسطها صورة المجاهد حشاني وفي أسفل الصورة شجرة نسبه موقعه بتوقيعي الخاص الشيء الذي سوني كثيرا لأنني اعتز بأنني من حقق شجرة أل بن ساسي الذين يعوظونةالى جدهم الجامع سيدي محمد بن ساسي العزوزي السباعي الادربسي الحسني حيث لا زال ضريحه قبيلة للزائرين بنواحي مراكش …. وبعد تناول طعام العشاء حملنا الحاج أحمد حشاتي في سيارته الفارهة للقيام بجولة ليلية سريعة في منطقة رويسات إلى أن وصلنا مجمع كبير عبارة عن عدة عمارات وسوق ممتاز ومحلات تجارية مكتوب على البناية بأضواء كاشفة على جهتي البناية الكبيرة مجمع حشاني السباعي … دخلنا المجمع المحروس وولجنا شقة نظيفة يقوم أبناء القائد بكرائها مفروشة للزائرين أو العاملين في الشركات النفطية. … قضينا الليلة في مراجعة محاضرتنا التي سنلقيها انا ومولاي صالح عدا السبت في الملتقى المخصص لجانب الأنساب نسب سيدي محمد السايح الذي ينظم باسمه واحتفاء به وتحت الرعاية الشامية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ….
صباح اليوم التالي اي السبت ثاني فبراير 2019 صلينا الصبح بمسجد بن ساسي المجاور لمسكن ال حشاني السباعي هذا المسجد الذي جدد بنائه وفراشه الشقيقين الحاج بلخير والحاج احمد حشاني وأصبح أجمل مسجد في المنطقة ،…وبعد تناول طعام الفطور في منزل ال حشاني ودعنا الحاج بلخير والحاج احمد وصهرهما الحاج فتاح و إخوانهم وأبنائهم الكرام متجهين في حفظ الله ورعايته إلى تكرت حيث تتواصل فعليات ملتقى سيدي محمد السايح السباعي الادريسي الحسني. …
المقال القادم : اليوم الربع من الملتقى ، المحاضرة والجلسة الختامية ومغادرة تكرت صوب حاسي مسعود وحفل عشاء عيسى ولد سيدي محمد سايح …..