العلم الوطني تجسيد لثورة الملك والشعب

العلم الوطني تجسيد لثورة الملك والشعب.

بقلم محمد الحرشي/الصويرة

العلم الوطني هو رمز سيادة الامة ووحدتها الترابية وضمان هويتها الثقافية والحضارية والتاريخية؛ فهو ليس قطعة قماش او لباس من ملابسنا نستبدله حسب احوال الطقس في اليوم والشهر والسنة وفي المناسبات الوطنية والدينية بل هو قطعة أبدية من احاسيسنا واجسادنا و اعظم رابط لحاضرنا بماضينا ومستقبلنا، فتحنا أعيننا على لونيه الأخضر والاحمر منذ نعومة أظافرنا ، وميزناه بين الألوان والأشكال وبين الطارئ والأبدي ، والمتغير والتابث.
وكم كان يعجبنا ونحن صغار ، منظر علمنا الوطني وهو يصعد الى اعلى بخيط ابيض ناعم على عمود خشبي جميل ، وهو يرفرف شامخا في كل الاتجاهات الاربع في سكون روحاني تنقطع له الانفاس والقلوب؛ فلا تسمع صوتا ولا همسا ولا حركة ارجل او طقطقة اسنان اللهم كلمات نشيدنا الخالد: منبث الاحرار مشرق الانوار.. ؛ ورؤوسنا مرفوعة شامخة تنظر إليه بفخر واعتزاز.
فمنذ طفولتنا الأولى ادركنا بحدسنا العفوي قيمة قطعة الثوب المقدسة التي ترفع كل صباح وتنكس كل مساء ، تذكرنا بانتماءنا الى التراب المغربي لا نقف لها خوفا او قهرا بل اجلالا وتقديرا لانها لا تفرق بين الأمازيغي والعربي بين الصحراوي والريفي بين سكان الوسط وسكان السواحل البحرية بين جبال الأطلس السهول .
تجسد الحدود البرية والبحرية والجوية والتمثيلية الديبلوماسية في الخارج وقيمة كل مواطن ومواطنة.
وحتى في الاحتجاجات والاحتقانات الاجتماعية والمطالب العمالية لا نحمل الا علمنا الوطني تعبيرا عن انتماءنا نلجأ اليه رغم انه جماد لكي ينصفنا ويعيد الينا حقوقنا ويحمينا من التفرقة والفتنة الداخلية.
وكم يعجبك علم وطنك وهو يرفرف عاليا في تظاهرة علمية ،ثقافية ، رياضية ،سياسية ؛ تحس بالقوة والفخر وتقدير الذات لانه يمزك عن غيرك من الشعوب والدول ويرفع شأنك بين الأقوام والأجناس .
وكم بكينا ودرفنا الدموع الغزيرة ونحن نتابع تألق المغرب في الألعاب الأولمبية والكؤوس العالمية والقارية والوطنية؛ فلولا علم بلدنا لما بكينا بكل جوارحنا وعواطفنا ولما غنينا ورقصنا.
والذين حرقوا علم بلادنا مؤخرا لم يستوعبوا حجم الجرح النفسي والعاطفي الذي تسببوا فيه لكل المغاربة والمغربيات؛ بعود ثقاب شعلوا النار في قطعة ثوب، ولكنها في الحقيقة قطعة من القلب ان لم يكن القلب كله، اعجبهم ان يتحلق حولهم الأجانب في المهجر ولكنهم لم يدركوا ان العلم الوطني هو في الوجدان قبل ان يكون في المكان، وان من يحرق علمه لا مكان له في افئدة وقلوب جميع المغاربة والمغربيات