الموت القادم الى الشرق

انضم ثلاثة مقاتلين في صفوف جبهة البوليساريو الى ركب ضحايا قيادة الجبهة الكثر، من قتلى وجرحى ومعذبين ومسجونين وضحايا في مختلف المجالات، اشتركوا جميعا في دفعهم للثمن بدل القيادة، منهم من قضى عن جهل وتبعية عمياء، ومنهم من قضى مجبرا ، ومنهم من قضى لا يملك خيارا، لكنهم قضوا جميعا أمواتا وأحياء لتستمر القيادة جاثمة على قلوب الآلاف من الصحراويين بالمخيمات.
ثلاثة أشخاص جدد قضوا لينضافوا الى سلسلة ضحايا القيادة التي تدفع بخيرة الشباب والشيوخ الصحراويين الى الهلاك دون تقديمها اي معلومات.
مند 13 من نونبر تاريخ إعلانها العودة للحرب المزعومة، تطل علينا الجبهة بقنوات غير رسمية وعبر عشرات الذباب الالكتروني لتعلن وفاة مقاتليها، بل الاخطر من هذا، تعلن وفاتهم مباشرة بعد بلاغاتها العسكرية التي تنتشي من خلالها باقصاف وهمية. و كأن حال لسانها يقول ” الاقصاف لنا و الضحايا لا نعرف منهم احد”.
تتفنن القيادة في صياغة البلاغات، وتوزعها يمنة ويسرة دون أدنى إعتبار للضحايا ودون ذكرهم ولو بالتلميح، ولا الاشادة بهم ، لا تتطرق لهم من قريب ولا من بعيد وكأنهم لا شيء.
نعم ، هكذا تكرم قيادة البوليساريو أتباعها .
ولكم في التاريخ القريب عبرة وتجارب مماثلة.
المئات ماتوا في حربها الأولى لتعيش القيادة ، لا أحد يذكرهم ولا أحد يكرمهم ، ماتوا لتعيش القيادة.
هكذا انضاف جنود البوليساريو لائحة التكريم، فبعد التكريمات الكثيرة منذ إعلان الحرب من قبيل : التهديد بالاقتطاعات، و نقص التموين، ومنع التجارة ، وإعلان حالة الطوارئ ، وفرض الإتاوات ، هاهي من جديد تأتي بتكريم جديد للمقاتلين في الميدان، الذين يدفعون ثمنا غاليا أكثر من المتواجدين بالمخيمات ، لدرجة أنهم يسقطون تباعا في ظروف غامضة، وتتوالى سلسلة القتلى وتتوسع دائرة الموت، الموت القادم الى الشرق لا يفرق بين صغير ولا كبير ، والقيادة تدير ظهرها لمن سقطوا وتتنكر لهم دون أن يرف لها جفن، وتترك نقل أخبار سقوطهم لجيشها الالكتروني ، يعزي وينعي ويواسي، ويقوم بكل الأدوار نيابة عنها ، فالموت للأتباع والنصر للقيادة .
يا_ليت_قومي_يعلمون

م ف