باقليم زاكورة البطيخ الاحمر يستنزف الفرشة المائية

زراعة البطيخ الأحمر واستنزاف الفرشة المائية بإقليم زاكورة
اشتهرت زاكورة في السنوات الأخيرة بزراعة البطيخ الأحمر ( الدلاح ) ويسوق هذا الدلاح في إرجاء المغرب و اوروبا ،، فالدلاح الزاكوري دخيل على هذه المنطقة الشبه الصحراوية والمعروفة بمحدودية مياهها الجوفية ونذرة التساقطات بها.
ففي بداية هذه الزراعة تفاءل بعض الفلاحين والتجار خيرا بالزراعة الجديدة التي انتشرت بسرعة لتعم أرجاء الإقليم : من منطقة الفايجة و اوجكال بتازارين وتغبالت وميرد بكتاوة ومزكيطة وتافراوت بتاكونيت وانكام وفم ازكيد بطاطا والنيف بتنغير حيت تنافس المزارعون في خلق الضيعات باستصلاح الأراضي او كرائها وحفر الآبار “بالصوندا” بطريقة عشوائية وخارج اية ضوابط قانونية ودخول المستثمرين وأصحاب رأس المال والانتهازيين الباحثين عن الربح السريع . وبذلك قفزت المساحة المزروعة للبطيخ الاحمر (الدلاح) من 24 هكتار فقط سنة 2007 كتجربة بضيعتين بمنطقة الفايجة إلى حوالي 28 ألف هكتار سنة 2019 وهي تفوق المساحة الإجمالية لواحات واد درعة الست، وحسب مشتل البطيخ الأحمر باكادير فان مبيعاته تجاوزت 8 ملايين شتلة من الدلاح المزروعة بزاكورة، والهكتار الواحد يحتاج إلى 3000 شتلة يتسابق المزارعون الى اقتنائها خلال شهري نونبر ودجنبر .
في غياب التخطيط وغياب تدخل المسؤولين على جميع المستويات كوكالة الحوض المائي لدرعة واد نون وعمالة الاقليم والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي الذي يتبنى “مخطط المغرب الأخضر” ولا حتى المنتخبين، مما جعل سكان إقليم زاكورة مهددين بالعطش ومهددين في بيئتهم وحتى في تواجدهم في هذه المناطق، في المدى القريب، ويخشى سكان واحات درعة وهوامشها كالفايجة وحوض المعيدر من ان يكون مصير المياه الجوفية لزاكورة كمصير مياه سبت الكردان بسوس والبيار بكلميم وغليل بتنغير والبور بالرشيدية . الفرشة المائية الجوفية في خطر داهم ، تنضب بشكل مطرد مما يستدعي وجوب التدخل السريع واتخاذ الإجراءات الضرورية والعاجلة لانقاذ ما يمكن إنقاذه والإبقاء على مياه الشرب للحيلولة دون هجرة السكان الجماعية التي يتهددها العطش قبل فوات الأوان خصوصا مع توالي سنوات الجفاف وانحباس الإمطار . وللتذكير فان الخبراء يحذرون من كون حوض درعة لا يتوفر على فرشة مائية باطنية وان الاستنزاف العشوائي لها من شانه التسريع في تصحر المنطقة وخراب الواحات وهجرة الساكنة إلى مدن الشمال.
وكمثال على ذلك ففي سنة 2007 كانت الفرشة المائية على عمق لا يتعدى 4 الى 5 امتار بمنطقة الفايجة بضواحي مدينة زاكورة التي تزود المدينة بمياه الشرب، لينحدر الى عمق 140 متر في سنة 2019 بمعدل انخفاض الفرشة ب 12 مترا عمقا في السنة وسبق لوكالة الحوض المائي لدرعة واد نون أن اكدت ان ما يضخ من هذه الفرشة ( الفايجة وحدها ) يقدر ب 10 مليون متر مكعب سنويا وهو ما يستنزف احتياط ملايين السنين وهذا ما جعلنا دوما ندق ناقوس الخطر ونحذر المسؤولين من الخطر الداهم الذي اصبح يهدد السكان في وجودهم .
لذا نطالب المسؤولين لإنقاذ الواحات من النتائج الكارثية لزراعة البطيخ الاحمر التي اتتت ، وفي زمن قياسي ، على الفرشة المائية التي ليست لنا وحدنا ولكن أيضا للأجيال القادمة في اطار التنمية المستدامة.
بقاس صالح زاكورة