توفي رجل مقعد ومتشرد رغم أن لديه إقامة سكنية

النهضة الدولية

لقد توفي أخيرا السيد عبد الله مسافي الأب لتلاثة أبناء..!
توفي الرجل المُقْعَد الذي عاش عيشة التشرد بالرغم من أن له بيتا بإقامة التوفيق..!
توفي من جراء لسعات البرد القارس إثر مُكوثِه بالعراء ليلا فهو لا يَقْوى على إرتقاء سلالم العمارة السّامِقة التي تُرْهِقُه صعودا جرّاء حالته الصحية المتهالكة و المُنْهَكة..
توفي الرجل و هو مُعِيل العائلة الوحيد،يتنقل ما بين الصباح و المساء بين حي لالة مريم و سوق الجملة لا لشيء إلا لتوفير لقمةِ عيش شريفة تُذهبُ لَظى سَغَبِ العائلة و عَوَزِها.
جديرٌ ذِكرُهُ أنه سبق و أن تطرَّقَتْ صفحةُ مجلس ساكنة سيدي عثمان لهذه الحالة المُزرية و أبانتْ عن التضامن الذي أبْداهُ بعضُ سكان المنطقة تجاه المرحوم، لكن الواقع كانت له الكلمة في الأخير لِنُفْجَعَ موجوعين بهذا الهلاك المأساوي.
لابد لنا أن نشير أيضا على أنّنا حذّرْنا كذا مرّة من إستفحال ظاهرة التشرد التي بات يعرفها تراب عمالة مولاي رشيد و كنّا قد أعطينا حلولا تخُصُّ هتِه الشريحة من المجتمع إبّانَ تفشّي وباء كورونا و طالبْنا بفتح القاعات الرياضية مُوصَدةِ الأبواب لإيواء المتشردين بالمنطقة كحل “إنساني” مؤقت،لكن لم نجد آذانا صاغية..
الآن إجتمع “كوفيد” و “البرد اللاّسِع” معا، نظنّ أن الأمر يستدعي منّا تدخلا سريعا من الجهات المعنية قصد تدارُكِ ما يجبُ إستدراكُه و إلاّ خرج الأمر عن السيطرة..
لهذا و على إثْرِه، إجتمع بعض الإخوة من فعاليات المجتمع المدني، و رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية و الانسانية بالمنظمة المغربية للكرامة والسلام وحقوق الإنسان والدفاع عن الثوابث الوطنية اليومه الأحد 3 يناير 2021، قصد إطلاق مبادرة تحت إسم: “جميعا من أجل منطقتنا بلا مشردين”.
و قد خَلَصَ هذا الإجتماعُ إلى تدارُسِ مجموعة من النّقاط و الإقتراحات هَمَّتْ وضعَ إستراتيجيةٍ ناجعة و فعّالة لإحتواء هذه الظاهرة التي تسيء لتاريخنا التّليد المبني على التّآزُر و التضامن و الإيثار و الخير و تقديمِ يدِ العون لِكُلِّ مُحتاجٍ و ذي خَصاصَة..
هي فرصة كذلك لكل فعّاليات المجتمع المدني بمنطقتنا للوقوف على إنجاح هذه البادرة و التكتّل جميعا،كلٌّ من موقعه، للترافع بشأن هؤلاء الإخوة المنسيين لدى الجهات المعنية..

ملحوظة: مُخرجاتُ هذا الإجتماع ستُوضَعُ فوق طاولة المسئولين و المنتخبين في لاحق الأيام القليلة القادمة على شكل مشروع مشترك بين كل الفرقاء.
وفقنا الله جميعا لما فيه الخير.