حرمة المحاكم مرآة العدل والامن

حرمة المحاكم مرآة العدل والقانون
محمد الحرشي

تعد المحاكم بكل اصنافها ودرجاتها من المؤسسات الأكثر تأثيرا على كل مجالات الحياة الاخرى؛ فبها تتقدم الشعوب او تتأخر، وبها تعم السعادة او تندثر.
واذا كانت المساجد، والمدارس تحظى منذ طفولتنا المبكرة بالاحترام والتقدير نظرا لارتباطها بعقيدتنا وتعلمنا وفهمنا لما يحيط بنا ،فان المحاكم بدورها ما وجدت الا لضرورة مجتمعية قصوى ألا وهي الفصل بين الناس في حالة تنافي المصالح او اعتداء او سرقة المال العام وما الى ذلك من مختلف شرور النفس الإنسانية.
ويلعب القضاء الجالس والواقف وكل اطر المؤسسات العدلية من الشرطة القضائية
الى المسؤول عن إصدار الأحكام وتنفيذها الدور المحوري في سيادة روح العدل وقوة القانون في أنصاف الجميع.
ولهذا تعد كل التصرفات داخل المحاكم من لهو واستهزاء وضحكات عالية وتفحص الهواتف وتأخر عن العمل والتوسط لقريب
وإصدار حكم متسرع وقضاء حاجة مسؤول كبير على حساب مواطن بسيط مغلوب على امره من التصرفات والمواقف التي تسيء الى سمعة العدالة والوطن كله.
و على كل مواطن كذلك (ة) ان يدرك ويستوعب ان حرمة المحاكم من أولى الأولويات وأسمى الاخلاق وان دخولها لحاجة ، يتم باللباس الحسن ،والنطق بالميزان، والجلوس باعتدال ؛ ليس لانها مؤسسات عدلية لها السلطة الزجرية والعقابية ،بل لمكانة العدل والمرتبة الرمزية لمنفذيه ، فهي هيئات تتطلب الوقار والاحترام والتقدير من الجميع.
والبداية من العاملين بالمحاكم الذين هم أمناء على قضايا الناس، وحافظو الاسرار والحقوق والواحبات؛ فلا يجوز لهم تحت اي ذريعة التلاعب بحقوق المتقاضين كيفما كانت مناصبهم في السلطة وقدراتهم المالية ونفوذهم الديني.
والناس بدورهم لا يجوز لهم بتاتا تشويه وجه العدالة تحت اي ذريعة والاستخفاف باي اطار قضائي عبر اغراءه او ارشاءه او التزلف له او استغلال قرابة له وما الى ذلك من الأمور التي تسيء للجميع؛ فتحصين العدالة والوعي بها من الأولويات لضمان حقوق كل افراد المجتمع.
وفي الأخير علينا ان نقر ان المسؤولين الكبار في جهاز السلطة القضائية هم الحلقة الأكثر تأثيرا في المنظومة القضائية بتصرفاتهم وكلامهم وطريقة إستقبال المواطنين والرد على شكاويهم فوظيفتهم سامية جدا مستمدة من الروح الإنسانية اولا والدستور ثانيا ، جوهرها العدل والمساواة امام القانون، وقلبها النابض تنفيذ القرارات القضائية على الجميع دون حيف او موالاة.