حريرتهم حريرة

في آخر تحديث لموقع ويكيبيديا صارت الحريرة المغربية شمال إفريقية من أصل أندلسي لا علاقة لها بالمغرب إلا نفس علاقة باقي دول المنطقة الذين هم أصلا لا يعرفونها . وقد أتى المدون بمجموعة من الاكاديب و دلس ما شاء من الحجج الواهية المزورة عن الأندلس وعن ابن بطوطة ليختم في الأخير إلى التشكيك في مغربيتها. اليوم نعود بحجج جديدة لتكذيب تلك الترهات والمزاعم ولنؤكد على أن هذه الوجبة لا توجد إلا في المغرب قديما وحديثا ولم تعرف أبدا في الأندلس لأنها لم تذكر أبدا بشكلها المغربي المتداول حاليا والمتعارف عليه في المغرب جاء ذكرها عند ابن رزين التجيبي في فضالة الخوان الذي عاصر الحقبتين الموحدية و المرينية لكن اشارته كانت تشبيها لشكل عجينة القطايف التي يجب أن تكون على شكل (حريرة ) والمقصود بها هي الحريرة المتداولة في المشرق العربي التي تصنع من الدقيق و الماء فقط وهي المتداولة و المعروفة المغرب باسم الحسوة و البلبولة. فحريرة الأندلس وبغداد و المشرق عموما شكل اخر في ذلك العصر ، وليس الحريرة المغربية التي نعرفها نحن المغاربة و المكونة من القطاني و اللحم والمعجنات والتوابل ( الحمص و العدس والفول واللحم والشعرية والكرفس والقزبر والبيض.. الخ) إذن هناك فرق كبير بين حريرة المغرب وحريرة المشرق والأندلس كما ذكرها ابن رزين والتي هي عبارة عن حسوة من الدقيق و الماء والملح Bouillie . نجد في كتاب ابن فضل الله العمري المسمى (مسالك الأبصار في ممالك الأمصار) كتبه بعد زيارته للمغرب ( أن أراضي المغرب خصبة والفلاحة والزراعة مزدهرة و كثيرة ويذكر بالأخص الحبوب بأنواعها من قمح و شعير و فول و حمص و عدس ودخن …)
و الفول و الحمص و العدس هم مقومات هذا الطبق أي العناصر الأساسية المكونة له وهي موجودة في المغرب حسب كثير من الرحالة و المؤرخين والمراجع قبل وصول الفينيقيين اي أن المقومات ومكونات الحريرة المغربية موجودة في المغرب منذ العصر الحجري وحسب بليني الأكبر في معجمه التاريخ الطبيعي حيث أشار إلى كثير من النباتات الغريبة الغير موجودة سوى في المغرب .وقد فات و نشرت مقالات عن هذه الوجبة المغربية والأطعمة الشبيهة بها منذ القديم و خاصة في العصر الروماني الذي عرف هذا الطعام تداوله في المغرب لأسباب ذكرناها سابقا .
… يتبع بقلم الهواري الحسين Hossin Houari