حريق السوق الاسبوعي بزاكورة اخر مسمار يدق في نعش الاقليم

حريق مهول ومرعب وخطير بالسوق الأسبوعي لمدينة زاكورة

مشهد مفزع مدمر مروع إلى غيرها من المفردات والأوصاف التي قد لا تؤدي الغرض لوصف حجم الكارثة، النار تدمر السوق الأسبوعي والنصف الأسبوعي لمدينة زاكورة، أحد أكبر الأسواق الأسبوعية على المستوى الإقليم والجهة ، الذي يضم المئات من محلات بيع السلع والمواد والتجهيزات.
سوق يجمع بين تجارة الخضر والفواكه والمنتوجات المحلية (التمور، الحناء، قمح، ماشية..) والملابس والتجهيزات المنزلية، والأسمدة والأعلاف والمواد الغذائية، والمتلاشيات والدراجات، بالإضافة إلى المقاهي التقليدية والطب البديل وغيرها من الخدمات الكثيرة.
حريق السوق يعد ربما أحد آخر المسامير في نعش الإقليم ، إذ يشكل أحد أهم مصادر عيش فئة من السكان، فيه تباع منتوجات الحرفيين والفلاحين الصغار، ومصدر رزق تجار الجملة والتقسيط.
يأتي هذا الحريق في ضرفية صعبة تزامنا مع ارتفاع لدرجة الحرارة وحادثة غرق حارس ليلي ببئر تجاوز عمقه 350 متر بمنجم لبليدة والذي لم يتم انتشاله لليوم الرابع على التوالي بعد الاستنجاد بمصالح الوقاية المدنية للولاية بالراشيدية حيت لايتجاوز عدد افراد الوقاية المدنية 53 فردا بكل ربوع الإقليم من اكذز وتازرين ومدينة زاكورة والعدد القليل ونقط بعدها يتطلب فترة زمنية طويلة للوصول لنقط الحوادث وهذا يساهم لا محال في استفحال الحوادث والمخلفات والكوارث.
تنضاف هذه الكارثة لسنوات عجاف لا حرث ولا وزرع فيها، إذ توالت سنوات القحط والجفاف لتدمر ما تبقى من أنشطة فلاحية معاشية، وزاد من حدة الأزمة دخول زراعة بديلة من تجار ومستثمرين يلهثون وراء جمع المال، بدخول زراعة البطيخ الأحمر (الدلاح) التي أجهزت على قسط كبير من الفرشة المائية، وأجهزت معها كذلك على مورد الحياة الأساسي، منذ سنوات تعاني القرى والدواوير من شح وندرة المياه، بل من انعدامها كليا أحيانا.
في ظل كل هذه المآسي، وفي ظل الحديث عن النموذج التنموي، وغيرها من برامج التنمية والبرامج الانتخابية، لازال الفرقاء السياسيون القائمين على الجهة بشكل عام وعلى المنطقة بشكل خاص، يغلبون الصراعات الحزبية على مصلحة الساكنة المحلية، وما هذا إلا النزر القليل، وما ينطبق على كارثة السوق والماء الصالح للشرب ينطبق كذلك على قطاع الصحة والتعليم بالإقليم.
لمين لبيض لغزالة زاكورة

صور من الفاجعة