حوار مع الامين العام لحزب الوسط الاجتماعي الاستاد لحسن مديح حول الزيارة التاريخية لقداسة بابا الفاتيكان

حاوره بالدار البيضاء
الحاج نجيم عبد الاله

في أطار زيارة البابا الى المغرب التقت جريدة الوسط الأسبوعية ومجموعة جرائد النهضة الدولية الأستاد الحسن مديح الأمين العام لحزب الوسط الإجتماعي من أجل طرخ بعض الأسئلة لتنوير القراء والرأي العام الوطني فيما يخص الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس .

الوسط
سيادة الأمين العام كيف تنظرون لزيارة البابا للمغرب وما هي دلالاتها في الاطار الاسلامي وامارة المؤمنين

جواب السيد الأمين العام

أولا إنها زيارة مباركة ومهمة بظرفيتها من جهة ، و لكونها تجمع زعيمين روحيين للعالم ، و هما امير المؤمنين الملك محمد السادس ، وقداسة بابا الفاتيكان هاتين الشخصيتن تتبعهما العالم أجمع من خلال مواقفهما الدينية ، ولا يمكن فصل روح الدين عن الإنسان مهما كان عقلانيا ، نحن نلاحظ أن الدول الأوروبية التي تعتبر نفسها إلى حد ما لاإكية لا يخلو خطابات أو كلام هؤلاء منت الرجوع الى الله احيانا او التوسل الى الله لذلك إن الروح الدينية موجودة في الإنسان لايمكن إقصاؤها او نزعها ، ولذلك إن لقاء هاتين الشخصيتين البارزتين في العالم ، حيث تتبعهما ما يفوق مليار و خمسمائة من النظارة عبر العالم ، و هذا رقم قياسي ، ثم ان العالم كله رصد حركتهما ورصد أبسط الكلمات التي تكلما بها الى العالم اجمع ، كما أنه لأول مرة تكلم امير المؤمنين بأربع لغات العربية و الفرنسية و الإسبانية و الإنجليزية ، وهذا شيئ جديد بالنسبة لمن لايعرف شخصية ملكنا ، فنجن نعرف انه يتقن العديد من اللغات وهو رجل مثقف و نحن لا نستغرب بل بعض الناس الدين لايستطيعون ضبط لغة واحدة هم الذين تفاجأو

سؤال جريدة الوسط و النهضة

سيادة الأمين العام بعد زيارة البابا بول السادس في عهد الملك الراحل الحسن الثاني تاتي اليوم زيارة قداسة البابا فرنسيس في عهد الملك محمد السادس هل نستطيع القول ان المغرب اصبح رائدا بين الدول بالنسبة للانفتاح على الاديان

جواب الأمين العام

يجب الرجوع للوراء ووضع زيارة البابا فرنسيس في عهد الحسن التاني في مناخها السياسي ، والاقليمي والدولي انذاك فعندما زار البابا المغرب خلال سنة 1985.كان الدافع القومي موجود بحدة اكثر من الان ، وكان استقبال البابا في دول اسلامية صعب للغاية ،بل وفريد من نوعه حينما ثم ، وهذا ينم على تجذر التسامح في المغرب ولدى المغاربة منذ القديم ، لانكم تلاحظون توفر الكنائس في ظ اغلب مناطق المغرب كما يمكنكم ان تلاحظو ا ان هناك مدارس يشرف عليها رجال الدين المسيحين، ولا تضايق باقي الديانات الاخرى ، وهدا ليس بجديد في عهد الدولة العلوية الغير متزمتة والغير منغلقة على نفسها .

سؤال الوسط
قال محمد السادس في خطابه امام البابا اننا تكلمنا و
العالم ، عن حوار الاديان كثيرا وعدة مرات الم ياتي الوقت بعد من اجل تفعيل هدا الحوار
وهل معنى هدا أن تسائل جلالة الملك سيجعل العلاقات مع الفاتيكان تتطور بسرعة

جواب الاستاد مديح

فعلا لاننا نلاحظ ان المؤتمرات والاجتماعات حول حوار الاديان تعقد وتظل توصياتها حبرا على ورق ومجرد كلمات وبيانات ، وبعد ذلك لا نجد اي هيكلة لهذا الحوار ،ان اي تجمع فاعل يجب ان يتمخض عنه هيكلة واليات عمل لتفعيل الحوار اما ان نجلس على الكراسي المريحة ونننتظر ان ينتهي هدا الحوار فانه ليس بحوار بل انه نوع من فلكلور الاديان ، وموقف صاحب الجلالة ليس فقط في قضية حوار الاديان بل على مستوى الجامعة العربية كذلك، بحيث انه قد سبق ان عبر المغرب على ان الجامعة العربية لا تضيف اي فائدة وهي مضيعة للوقت ، وبالتالي لا يرجى منها أمال وقرارتها عبارة عن بيانات لا يتحصل منها اي شئ ، والقومية العربية زادت العرب انقساما وازدادت مشاكلهم ..
ربما هناك نقاشا مع قداسة البابا حول تفعيل حوار الاديان او هناك مشاريع وعمل مشترك سيظهر في القريب بحول الله تعالى …

سؤال حول اعلان القدس

اعلان القدس بين البابا و الملك محمد السادس يعتبر عنوانا عريضا اشاد به مؤتمر الجامعة العربية وكافة دول العالم الاسلامي والعربي وكدا رئيس السلطة الفلسطينية ، هل بعتبر هدا الاعلان من اهم مكتسبات الزيارة التاريخية

جواب السيد الامين العام

في الحقيقة ان المغرب عبر ملكه مرتبط بالقدس ، كما ان امير المؤمنين هو رئيس لجنة القدس ، وانتم تعلمون ان موقف ترامب الاخير من القدس عبر عنه صاحب الجلالة بالرفص ودعم جلالة الملك القدس كعاصمة لفلسطين و كعاصمة دينية لجميع الاديان ، وبالتالي فانه في هذا اللقاء يجب التذكير ان الكنيسة عبر البابا دائما مع وحدة القدس و مع فتحها لجميع الاديان ومع اعتبارها عاصمة لفلسطين، و بالتالي فان موقف الكنيسة من هذه المسألة واضح ، و بالتالي فان هذا البيان في هذه الظروف العصيبة و التي تشردم فيها العرب و المسلمين و بعضهم البعض لايجرؤون على الخروج بهذا البيان في هذه الظروف. اولا زيارة البابا ثانيا النقاش مع استقبال الملك الاردني و هو الراعي الروحي للقدس و الذي تنازعه بعض الاطراف في هذه الرعاية، كما ان هناك دول تريد ان تتزعم الاسلام و القضية الفلسطينية دون ان تقدم اي شيء ، انها في الحقيقة صراعات خفية وهي ربما تعمل في الخفاء ضد القضية الفلسطينية، و لذلك فان هذا البيان بالمقارنة مع البيان الصادر عن الجامعة العربية في تونس يبقى قويا بالنسبة لما تمخض عنه القمة العربية .
السؤال الاخير

مغرب التعابش 
بالمغرب مدارس مسيحية وجمعيات وكنائس الكل يعمل بحرية في اطار القانون هل نعتبر بذلك ان المغرب رائد ا في مجال التعايش بين الاديان والسلام

جواب الاستاد لحسن مديح الامين العام العام لحزب الوسط الاجتماعي 

اسمحو لي لانني من الجيل الذي عرف المغرب و المدن المغربية قبل الاستقلال السياسي، نحن كاطفال عشنا في البيعات اليهودية في الازقة، يعني كل ذلك الجو الاخوي في اجواء الملاح و ايضا الكنائس في المدن ، و نلاحظ قيام الصلوات يوم الاحد ولم يكن ذلك يزعجنا ، ثم انه هناك مدارس اخرى تعلم منها المغاربة العلم و وصلوا الى درجات عالية لمنفعة تعليمهم ولم يؤثر ذلك على عقيدتهم حاليا نحن تراجعنا بالمد الاسلامي الخاطئ الذي انتقل من الصحوة الاسلامية و انتقل الى الارهاب ،البعض يخفون ورائهم حقيقة الاهداف التي تمتلت في الارهاب..الان الذي ينسب الى الاسلام والاسلام منه براء .
وفي هذه المسألة يجب على المواطن ان يفهم ان المغرب دولة اسلامية ومتفتحة وتحترم باقي الاديان، ولا نحتاج الى اي اسلام اخر غير هدا الاسلام الاسلام السمح الوسطي السني و الاشعري .