اشتقت لكراسة افكاري

===============حنين الشوق=================

إشتقت لكراسة أفكاري, وعصارة قلمي, ودموع شمعتي, وحصير فراشي, ورياح نافذتي, وقهوة مزاجي, وأنية فخاري, وفحم تنوري, وكرسي مكتبي, وكتب مكتبتي, ومحبرة أقلامي, مر شريط أيامي من أمامي كبرق سطع في سمائي, أضاء دربي أدهشني, فأجهشت عيون أجفاني, تنهمر أودية دموعي, تذكرت صلاتي سجودي وركوعي, ضيعت وقتي صنم يحملق بتلفازي, اخبار نيراني, أعراس حروبي, نشرات جوي, تهريج قناتي, مديعة طبخي, أه من سكتة قلبي, والامل يسليني بعثرات خطواتي, وجري صغري, تفقدت صوري أقلب ألبوم ذكرياتي, متى أرجع لذاكرتي نسيت من أنا من أكون بدأت افقد أعصابي, تركت دعابتي نفذ صبري, ماعدت أحتمل حمقي لان الكثير يجاملني, وإن كان يسايرني يسرحني كبهيمة زريبتي, أتلفت مشيتي تارة أهرول تارة أقفز وكأني أرقص على نغمة عودي, بل على مزمار ثعابيني وحياتي مع بخور شعوذتي, وطلاسم ورقاتي, وتعاويذ رقيتي, أكيد سحرت بل سحرت أعيني, فأصبح ماضيها حاضرها ومستقبلها أمرها, تداخل النحو بالكوفة, ونزع الحروف من البصرة ,كان دُّؤَلِيُا فاصبح رُّؤاسيا وتخيرت للغة عنوانا كما قال (أبومسلم)
لمَّا سمعتُ كلامًا لستُ أفهمُهُ … كأنه زَجَل الغِرْبَانِ والبومِ
تركتُ نحوَهُمُ والله يعصمني … من التقحُّم في تلك الجراثيمِ
فاسترجعت حريتي بشغبي, وكرامتي بتعبي. وعزي بمنايا, وصحتي بسقمي, ورويت عطشي بسم عسلي, وانتحرت في قاموسهم, وحييت عند عشاقي, ومت عند أعدائي,فهرعت افتش جيب كفني, فوجدت قرآن شرعتي ونبراسي, فخاطبني سيدي ياعبدي لاتقنط من رحمتي, فعلمت أن الرحمات تتداركني, لعل يزول درن ذنوبي, ومعاصي أعمالي, وتبدل سيئاتي حسنات,فحمدت من منه الخير آت, فعفوت عمن ظلمني, كيف لا اعفو وأنا لعفو الملك أطمح, بل ورفع الدرجات.

أخوكم الفقير إلى ربه هاشم أبوعلي.