رحلة صحفي مغربي للقاهرة الحلقة الثانية

…السنيون بالمساجد الكثيرة المملوءة على الدوام و المميزة بمدائنها الشرقية و المختلفة على صوامع المغرب المربعة في شكلها المعماري ، ماذن عالية و شامخة ، تحافظ على أوقات العبادة للله تعالى ، منذ صلاة الفجر الى العشاء ، بأصوت مؤدنين تجعل السامعين يتخشعون و يرددون معهم في قرارة أنفسهم اسم الله و رسوله محمد صل الله عليه و سلم ..مدينة القاهرة يختلط فيها التقليدي و العصري و التاريخ القديم و الجديد و لهجة صعيدية ريفية ممزوجة بالكلام العربي الفصيح ، و هي لهجة حلوة في اللسان و تعشقها الأذن التي تسمعها، القاهرة مدينة الأحلام و الخيال ، تعود بفكر زائرها الى أعماق التاريخ القديم و ترجع به الى الزمن الحاضر ، زمن الغرائب و العجائب ، ثم تسبح به الى أحلام المستقبل القريب و البعيد الذي يحلم به العرب و المسلمين كأمل للانعتاق و التحرر من ابتزاز الغرب و الصهيونية العالمية الجاثمين على اعناق الشعوب العربية و الاسلامية .. و بارادة الله تعالى ستتخلص من هذا العذاب و ألألم الكئيب و من الزمن الذي أخلف وعده و غدر بأمة محمد صل الله عليه و سلم و تكالب مع الأعداء و الخصوم الذين اغتصبوا أرضها و خيراتها و قدسها و مقدساتها و هي صابرة تنتظر حكم الله و يتحقق حلمها ، و ينقلب السحر على الساحر ان شاء الله ، على يد حاكم احدى العواصم العربية من الرباط غربا الى بغداد شرقا مرورا بعاصمة أم الدنيا : القاهرة عاصمةجمهوريةمصرالعربية……… في صباح الاثنين : 2019/4/22 تذكرت بلدي العزيز و اشتقت اليه مع الفراق القليل الذي لم يتعدى اسبوع من الأيام ، و قلت لنفسي : لماذا لا أقوم بزيارة سفارة بلدي المغرب؟ لأشم رائحته الطيبة من خلال التحذث مع المغاربة الذين يأتون للقنصلية من أجل انجاز اشغالهم الادارية ، و اغتنم فرصة التعرف على مشاكلهم عن قرب و هم في المهجر و لو انهم يعتبرون انفسهم في بلدهم الثاني : مصر ،و كذا ظروفهم الاجتماعية و علاقتهم مع سفارتهم ، و بوصولي وجدت مجموعة من النسوة المتزوجات بمصريين، و منهن من تصطحب ابنائها تحمل ملفها الاجتماعي تطالب حق الجنسية المغربية لأطفالها ، و منهن من لها مشاكل أسروية جد معقدة مع اسرة الزوج ، و قد شكرن المسؤولة عن الرابطة المغربية بمصر الساهرة على الوقوف على حل بعض تلك المشاكل و تسمى حسب اقوال النسوة اللواتي يعرفونها: السيدة نجاة مومو و يقال أنها من مدينة أكادير ، و قد ساعدني الخظ ان أعرف اسم السيد سفير المملكة المغربية و يتعلق الأمر ب: أحمد التازي تساعده امرأة دبلوماسية على رأس القنصلية ، و قد سمعت من النسوة المغربيات: أن السيد السفير قام مشكورا بترميم و اصلاح مقر السفارة بعد أن كانت مهدمة و مهملة و غير صالحة لتكون في مستوى المقر الدبلوماسي للمملكة المغربية..و قد مشكورا بعملية الترميم و الاصلاح ، التي اعطت وجها مشرفا لكل الموظفين امام السلك الدبلوماسي الممثل في دولة مصر العربية ،بالمناسبة تتفضل و تتشرف جريدة النهضة الدولية في شخص مدير نشرها،أن تتقدم بالشكر الجزيل للسيد: احمد التازي سفير المملكة المغربية بمصر الشقيقة و لقنصليتها ، نظرا لما أسدوه لبلدهم و للعلاقات الطيبة و الممتازة مع جمهورية مصر العربية …مباشرة امتطيت سيارة أجرة الرقم: 984 متوجها لمدينة: الاسكندرية عبر الطريق الزراعية الواسعة و المعبدة بأسلوب تقني ممتاز ، رغم الكوبرات المتعددة ، جمع كوبري و يعني بالمصرية : (القناطر العالية الخاصة بمرور السكان المحليون من تحتها لمباشرة اشغالهم و فلاحتهم و زراعة فدادنهم ..) بالفعل تتواجد الفدادين على يمين الطريق و يساره من القاهرة الى الاسكندرية مرورا ب: بلدة اشبين الكوم و محافظة المنوفية و سجن(..) النطرون و الخطاطبة و العامرية و محافظة وادي الجديد و البحيرة و مطار برج العرب ، وبحيرات الصيادين قرب مدخل مدينة الاسكندرية الناتجة من مصب وادي النيل العظيم تجاه البحر الأبيض المتوسط ، فدادين فلاحية خضراء تتنوع فيها و عليها المزروعات و المغروسات و الأشجار المثمرة( القمح ، الرز ،البصل ، البطاطا ، دالية العنب ، البنان ،الزيتون ، النخيل ، المشمش ، البرسيم ، و بنايات خاصة على شكل اصطبلات للماشية و الدواجن ..) كل ذلك بفضل مياه الري و السقي النابعة من النيل العظيم التي توزع بالمجان تشجيعا للمزارعين و الفلاحين الصغار ، كما قامت الحكومة بتوزيع اراضي شاسعة قريبة من الطريق على المهندسين الشباب المتخرجين من مختلف المعاهد الزراعية بعد الالتزام بشروطها لدعمهم لمدة خمس سنوات ماديا و معنويا، و بعد ذلك تخضع تلك الاراضي للتفويت!!! للتذكير أن الطريق التي تربط القاهرة بالأسكندرية تتفرق على اتجاهين : الطريق الصحراوي و الطريق الزراعي هذا الأخير هو الذي استعمله سائق الطاكسي التي تسير و تتزود بمادتي: البنزين و الغاز في وقت واحد ، و يوجد خزان الغاز بمقدمة السيارة ، للعلم شركة الغاز توزعه على كل منازل سكان مصر ، باستثناء قنينات البيتان المستوردة من الجزائر .. وصلت على الساعة السابعة مساء للأسكندرية و استأجرت شقة قرب فندق هيلتون بجانب أطول شارع بالمدينة: شارع البحر (كورنيش) لمدة ثلاثة أيام اي الى صباح الجمعة:2019/4/24بعد ترتيب ملابسي و أخد دوش ساخن لازالة العباء، خرجت أبحث عن محل خاص بطهي السمك ، و وجدته غير بعيد من الشقة بعد الأكل قمت بشحن الة التصوير التي استغلها في رحلاتي السياحية و رجعت لاستسلم للنوم بعد الاطلاع على بعض القنوات الاعلامية المتلفزة، في الصباح قصدت مطعم القلعة ، من أجل وجبة الفطور، ثم قلعة قايتباي بالأسكندرية المجاورة للبحر، و متحف الأحياء المائية و التجول بالقلعة التي تستقبل العشرات من السياح الأجانب ..رجعت لنفس المطعم و طلبت السمك مرة اخرى كوجبة لغدائي و جلست به الى غاية الساعة السادسة مساء ،حيث امتطيت سيارة أجرة لأزور : استريدبوكس بشارع البحر و هو أكبر سوق عصري من عدة طوابق يضم كل منتجات و سلع العالم، و قد اغتنمت فرصة التحذث مع سائق سيارة الأجرة لأسئله بعض الأسئلة الاجتماعية ابتداء بقانون النقل الذي يهم اصحاب و مستخدمي سيارة الأجرة بمصر عامة و الاسكندرية خاصة ، و قد استنتجت أن قطاع النقل ( الطاكسي الصغير) يعاني من مشاكل جمة لا حل لها حسب المعطيات المفروضة و المستعصية !!! ثم اخبرني كليوغراما واحدا يساوي: 250جنيه مصري ، و اللحم المجمد يساوي:.80 جنيه مصري!! و أسعار المواد الغدائية لا تتماشى مع المذخول اليومي لعامة الشعب المصري ، زائد سومة الكراء و استخلاص مادة الماء و الكهرباء و الغاز و الجبايات و مصاريف العيال و الاطفال و دراستهم ….ناولته بالعطف: 55 جنيه مصري و اعتدرت له ، قبل ان أغادر المقعد : انني مواطنا مغربيا لست غنيا ، و اننا في المغرب نحمد الله و نشكره على كل حال ، و كلنا على الهوى سواء ،المهم هو الأمن و الاستقرار ، و دعوت له بالصبر، و انا مع العسر يسرا…و أجابني بتلقائية على أنه ليس مسلما بل
مصريا مسيحيا من الطائفة الأسقفية و هي واحدة من المذاهب ال 18 التابعبن للانجيلية !!! القيادات المسيحية هي قيادات وطنية يحكمها حرصها على مصلحة الوطن المصري و مصلحة الكنيسة و هم جزء من التراب الوطني المصري تحكمهم مباديء الايمان بالعقيدة و بالوطن و هما وجهان لعملة واحدة لا ينفصلان ، كما أن العلاقة مع الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر و وزير الأوقاف و المفتي يملأها الود و الاحترام و بينهم صداقة وطيدة……يتبع….بقلم : علي الساهل مراسل جريدة النهضة الدولية …و الى حلقة قادمة ان شاء الله من جمهورية مصر العربية…/.

ابا علوان الساهل

ل