أ.ب
لا تنفك صحف محلية جزائرية تروج أخبارا تتعلق بالمغرب وقضية الصحراء. هذه المرة خرجت “الشروق” لتقول إن المملكة أرسلت وفدا إلى إسرائيل من أجل حشد الجهود الدولية ضد البوليساريو؛ وذلك عقب تصريحات سابقة لمسؤول جزائري شبّه فيها قضية الصحراء بالقضية الفلسطينية.
وكتبت “الشروق” أن المملكة أرسلت وفدا إلى إسرائيل قصد “حشد الجهود الدولية ضد جبهة البوليساريو”، مفيدة بأن الزيارة تأتي في وقت يحاول فيه المغرب العودة إلى الاتحاد الإفريقي، وبالتالي فهو يسعى إلى “توظيف تأثير ونفوذ إسرائيل في القارة السمراء، وخاصة في شرقها الإفريقي”، على حد قول الصحيفة.
المنبر الصحافي الجزائري حاول التعاطي بطريقته مع زيارة وفد مغربي مكون من 16 فردا، منهم صحافيون وباحثون ورجال تعليم، خلال الأسبوع الجاري، إلى عدد من المؤسسات الإسرائيلية الرسمية، ومباحثاته مع مسؤولين كبار في الحكومة الإسرائيلية، وهي الزيارة التي استغلتها “الشروق” لتقول إن “المملكة تبحث عن التقارب مع إسرائيل والاستقواء بها في الدفاع عن مطامع المخزن”.
وبهذا الخصوص، اعتبر تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية، أن ما نقلته الصحيفة لا يعدو كونه مجرد “خرجات ادعائية”، مفيدا بأن الأمر يتعلق بـ “أمور لا أساس لها من الصحة، وعلى المغرب أن يتقدم بكل الوسائل والتوضيحات الضرورية لنفي هذه الشائعات”.
الحسيني، وفي تصريح لهسبريس، قال: “إن حرب الدعاية وسيلة مفضلة لدى بعض الدول التي لا تتوفر على الوسائل القانونية والموضوعية للدفاع عن أطروحاتها، وبالتالي تفضل توظيف الدعاية الرخيصة لتحقيق مكاسب”، منبها إلى أن “أجهزة الاستخبارات والمؤسسة العسكرية الجزائرية تقوم بسلك هذا الأسلوب”.
وأوضح المتحدث أن المغرب يحاول الآن العودة إلى الاتحاد الافريقي، لكن “هناك عراقيل وضعت أمامه، وخاصة من طرف الجزائر”، مردفا: “هي لعبة لا تخفى على أحد، والخرجات الادعائية تدخل في إطارها؛ إذ إن هناك تخوفا كبيرا من طرف الجزائر بخصوص عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي وحشده أغلبية واسعة لطرد البوليساريو”.
وزاد الحسيني: “لاحظنا أن الجولات التي يقوم بها الملك محمد السادس في بلدان إفريقية عدة لم تكن في ظل المعسكر التقليدي للعلاقات المغربية الإفريقية، بل تهم إفريقيا الشرقية، بما فيها بعض الدول التي كانت تشكل معسكرا مركزيا للجزائر”.