طبول الحرب تقرع بالصحراء المغربية

طبول الحرب تدق في الصحراء المغربية
بعد استرجاع المغرب لصحرائه وحتى خلال ادارة السلطات الموريتانية لمنطقة واد الذهب نونبر 1975 الى غشت 1978 كان معبر الكركرات هو المعبر البري الوحيد نحو وسط موريتانيا وعمق دول افريقيا السوداء … وحتى زمن هجومات البوليساريو والجيش الجزائري لم يحاول اي احد غلق المعبر …
مند.سنة 1991 سنة ايقاف النار بين المغرب البوليساريو برعاية الامم المتحدة تم وضع اسلحة الطرفين وشرعا في محادثات بزنطية لا بداية لها ولا نهاية …المغرب متشبث بوحدته الوطنية واقصى ما يمكن ان يعطيه حكم ذاتي موسع تحت السيادة المغربية… البوليساريو تطالب باستفتاء لتقرير المصير يعرف في قرارة نفسه انه سيكون الرابح الكبير فيه في جميع الظروف خاصة اذا أشرفت على الاستفتاء الامم المتحدة… لم يشر اتفاق إطلاق النار بين الطرفين الى معبير الكركرات كمنطقة عازلة منزوعة السلاح وكان ااجنبع يمر منها بدون مشاكل…ولم تشر كل قرارات الامم المتحدة خلال ازيد من عقدين من الزمن الى وجوب غلق المعبر وحتى مناوشات البوليساريو المتكررة خلال قرب صدور قرار الامم المتحدة نهاية شهر اكتوبر لم تستطع اغلاق هذا المعبر الا نهاية هذا الشهر اكتوبر 2020 كل ذلك من اجل امتصاص غضب اامحتجزين في مخيمات تيندوب الذين بدا صبرهم ينفذ واصبح اغلبهم لا يفكر الا في الهجرة الى اسبانيا او موريتانيا او العودة الى المغرب والبوليساريو لم يعد يملك الا التلويح بالكفاح المسلح والجميع يعرف ان الكفاح المسلح اصبح كفاحا يعتبر انتحارا لان المغرب حصن ارضه بالكامل وكل من دخل اليها سيكون له الجيش الملكي بالمرصاد وحتى بعد عودته فالطائرات الحربية ستجعل منه رمادا ….
ما وقع في الكركرات ضربة لم تكن السلطات المغربية تضرب لها حساب فقد تمكنت البوليساريو بعد تهديد عدة سنوات بغلق المعبر كانت تقف على مشارفه لكن لم تبلغ بها الجسارة اغلاق المعبر كما فعلت منتصف شهر اكتوبر الماضي … البوليساريو هذه المرة كان ذكيا واستعمل المجتمع المدني لغلق المعبر وترك جنوده يحرسونهم من بعيد ….
كان على السلطات المغربية ان تستعمل مجتمعه المدني في صد من احكم الطوق على المعبر ولو تم استعمال افراد من المجتمع المغربي ما وقع ما وقع … اما اليوم وبعد اغلاق المعبر فقد وضع البوليساريو المجتمع الدولي امام الامر الواقع فلم يعد المغرب يعرف ماذا يفعل اذا وقع مكتوف الأيادي فاغلاق المعبر بتسبب له في خسارة مادية ومعنوية سياسية واقتصادية واجتماعية …واذا استعمل السلاح لابعاد غالقي المعبر فان ذلك قد يتسبب في لا تحمد عقباه خاصة انه سيعد خرق لاطلاق النار الذي سيكون له عواقب وخيمة …
اليوم بعد تصريح رئيس لجنة الدفاع بالكوننغريس الامريكي على ان المغرب خرق اتفاق إطلاق النار بفتحه ثغرة غير شرعية بمنطقة الكركرات اذا كان هذا التصريح صحيحا فان القضية قد تأخد منحا اخر في غير صالح المغرب رغم ان هذا التصريح في غير محله لان هذا المعبر كان مفتوحا زمن الاستعمار الاسباني وفي زمن موريتانيا بمنطقة واد الذهب كما بقي مفتوحا بعد بسط المغرب سيطرته على كافة ترابه الوطني سمة 1979 والغلط الذي وقع ان المغرب لم يبسط حزامه الامني على كافة منطقة الصحراء وترك المنطقة التي اصبحت عازلة بعد اتفاقية 1991 ولو حصن المغرب ارضه ما عاش هذه المعضلة التي لا يعرف احد كيف بدأت ولا كيف تنتهي …. وقانا الله من طبول حرب تدق لن نجني من ورائها الا الويل والتبور ….
المغرب بدأ تزفيت سبعة كيلومتر الفاصلة بينه وبين الجمارك الموريياتية الا انه بعدزتزفيت حوالي كلومترين توقف لاسباب نجهلها…وكان عليه ان لا يتوقف …واليوم وقد بدأ انشاء حزام امني جديد طوله ثمانين كيلومتر ستؤمن مجموع الناحية ولن يتمكن اس كان من التسلل اليها ….
ما يثير القلق والريبة هو الموقف الموريتاني المتدبدب الغير المفهوم اصلا لان موريتانيا متضررة من اغلاق هذا المعبر الذي يدر عليها اموالا باهضة لان الحافلة لا تمر الا اذا ادت الى الجمارك الموريتانية حوالي عشرين الف درهم اي حوالي خمس مائة الف اقية القديمة والمعبر تمر منه ازيد من مائتي شاحنة في اليوم على ابعد تقدير هذا بالاضافة الى ان الشعب الموريتاني كان يشتري الخضر والفواكه المغربية بابخس ثمن واليوم كيلو من الطماطم يباع في نواكشوك بازيد من ستين درهما ح الي الفي اقية ….
كان عل الحكومة الموريتانية ان لا تقبل اغلاق المعبر لانها متضررة من اغلاقه وسكوت الحكومة المورتانية يثير الكثير من نقط الاستفهام … وموريتانيا اليوم في موقف لا تحسد عليه لانها تخاف من رد فعل جنرالات الجزائر التي قد تشجع بلعور على إعادة هجوماته في عمق التراب الموريتاني …كما ان حدوده مع المنطقة العازلة في الصحراء خاصة في نواحي تفارتي والمحبس قد تشجع الانفصاليين على الانتقام من النظام الموريتاني اذا اعلن موالاته للمغرب او فتح المعبر ….وهو موقف كلاهما مر …
المغرب عليه حاليا استعمال ميناء الداخلة لتصدير منتجاته الى الدول المجاورة حتى لا تقطع صلته بالعمق الافريقي … ويجب ان لا ننس ان جلب السلع الصينية من موريتاتيا عبر معبر الكركرات تضر بالاقتصاد المغرب اغنى البعض واضر بالصناعة المغربية …

عبدالله حافيظي السباعي
باحث متخصص في الشؤون الصحراوية والموريتانية