كل عام وانتم بخير

غريب أمرهم ، بالرغم من أنها أيام مباركة فإن البعض منهم يريدونها عوجا ، أليست نسك و طاعة .. نعم ،هي أضحية يا عالم .. كان يفترض ان يراد بها وجه الله لا وجه الناس ، بل لا تصلح أن يقصد بها إرضاء الأولاد أو تلبية رغبة الزوجة ، كما أنه لا يجوز التباهي بها أمام الجيران أو الأقارب ..
والعجب كل العجب أن يلجأ احدهم إلى الإقتراض أو بيع مقتنياته من أجل شراء أضحية العيد حجته في دلك أنها ضرورة اجتماعية لأمناء منها .. والواقع انها غير دلك تماما.
اليس ديننا هو دين اليسر لا العسر ، ألم يقل رب العباد بأنه : ” يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر “.
تم هل يصح أداء هده السنة المحمدية مع ترك باقي السنن كالصلاة التي هي عماد الدين الاسلامي ، و هل يجوز أن أن يتكلف الإنسان على نفسه لأداء شعيرة هو لا يطيقها ماديا ، بل كيف سيدفع المرء ثمن أضيع العيد مكرها لا عن طيبة خاطر ..
إننا هنا أمام عادة اكتر منها عبادة .. عادة تأصلت في المجتمع إلى درجة صارت معها حقا أريد به باطل .. ولعل أبسط مظاهر هدا الباطل الذي لحق بعده الشعيرة أن أصبحنا نقف كل سنة على نسبة مرتفعة من الشجارات و النزاعات تصل أحيانا إلى الطلاق بين الازواج أو الاشتباك بالأيدي والأسلحة البيضاء.
ولا غرابة أن يلجأ البعض إلى النصب و الإحتيال بل والسرقة بكل انواعها غير مبال بالعواقب مادمت النتيجة تبرر الوسيلة ، وبطبيعة الحال تنشط مختلف الأبناك و شركات القروض الصغرى في متل هكدا مناسبات حيت يقبل العديد من دوي الدخل المحدود إلى اللجوء للسلف مهما كانت الفوائد مرتفعة .
أعتقد أنه ينبغي القيام بحملات تحسيسية قبل حلول شهر العيد ليفهم الناس بأن أضحية العيد هي واجبة لمن استطاع إليها سبيلا ولا حاجة إلى أن يلقي المرء بنفسه إلى التهلكة .. كما يجب على منظمات المجتمع المدني و المتخصصة في التضامن و الإحسان أن تعد لوائح بأسماء الأسر المعوزة قصد تقديم المساعدة قدر المستطاع ..
وعلى الحكومة نفسها أن لا تترك الحبل على الغارب وتدير ظهرها للبسطاء ، فعليها تقع المسؤولية الاجتماعية ، إد عليها أن تتدخل سواء في ضبط الاثمنة أو في تقديم إعانات ومنح مالية لمن يستحقها .. حتى لا يترك المجال مفتوحا في وجه جهات قد تستغل الوضع لتحقيق مآرب أخرى يراد بها غير وجه الله تعالى .
بقلم : عبدالحق الفكاك