محمد الخياري الفنان المتجدد والمجد

محمد الخياري الفنان المتجدد والمجد .امتلاك كفائة الالقاء و الارتجال ،وصياغة الأحداث اليومية داخل المجتمع بقالب كوميدي ساخر، لا يمكن لأي فنان ان يبدع فيه بشكل أقوى كما نراه عند هذا الفنان المتالق .يعتبر الخياري موسوعة قيمة وبقاموس خاص لتلخيص الكوميديا الراقية التي تعطي طابع محترم يدخل البيوت بشكل عفوي و محبب عند المتلقي ،هو صاحب كوميديا الموقف ،اسد يأكل كل من حوله ، يسيطر على المشهد بحث تحس ان العمل الذي يقدمه مرفوع فوق كتفه ،ومسؤولية يتحملها بكل صدق حتى تصل الى المتلقي .رسائل هادفة مهمة وليست سهلة ،اليوم ليس من السهل ان تنتزع الضحكة من افواه الناس ،وترسم الابتسامة على الشفاه وتنقلهم من عالمهم الخاص ،وتخرج بهم الى عالم ترفيهي يخفف معاناتهم وروتينهم اليومي . فمحمد الخياري ينقلك الى هذا العالم فعلا ،عالم هزلي بكلمات متداولة تخترق قنوات القلوب لترسم الضحكة على وجه المتلقي ،بساطة في الاداء لكن قيمة عالية في الاحترافية (والمتعلميت) .طرح فني جميل وقدرة على شد المشاهد ،هو صاحب الافيه او gag او الگاگ يحمل رسالة الفن ينم عن خلق وفكر بمقياس لنجاح العمل وما يقدمه .
محمد الخياري تمكن من شد انتباه المشاهد بشكل جميل ،من خلال السلسلة الرمضانية البهجة ،والتي أراها انا شخصيا سلسلة التي طلعنا بها خلال هذا الموسم، بقيمة لا باس بها ميزتها بنوع من الانفراد في الالقاء ،والبساطة أمام الأعمال الاخرى الخجولة التي تكاد ان تفقد الحس الفني او الرسالة الموجهة للمشاهد .
الفنان محمد الخياري ابدع في هذه السلسلة وانا اسميه ربان المجموعة ،عمل بقدر جيد وانا أحسه عمودا فقريا لهذا المسلسل ،مع احترامي لمجموعة الفنانين الاخرين الموجودين ،وهذا لا يلغي طبعا جهودهم لارضاء المشاهد .انما الأستاذ او هرم الكوميديا تميز بشكل كبير، وأبدع بسلاسة منهية وبحرفية عالية في الالقاء و شد الانتباه بطرق خاصة ،وتعابير وخصائص جسدية منفردة .فنان بقيمة كبيرة ينتزع منك الضحكة بمتعة متناهية، تضعك في إطار التسلية ونسيان الذات .رسالة مغزاها مُحاكاة واقع المجتمع بطريقةٍ تعكس أخطاءه وحماقاته، بطرحها بطريقة ذكية مثيرة للضحك بشكل يحمل فيه بصمته الشخصية وما يتمتّع به من خفة الحركة الذهنية، والمقدرة على صياغة الفكرة بلحن لغوي كوميدي ممتاز وجميل .ملك الكوميديا الحديثة الكوميديا الاجتماعية التي تحكي تفاصيل حياة المواطن المغربي ،بتفصيل هزلي كوميدي عالي الجودة .

بن رحو ثريا