رحلة الخير بسكساوة لدوار استيف الجبلي بين قساوة الطبيعة وفقر الساكنة

بقلم الحاج نجيم عبد الإله السباعي

ما دفع منظمة الكرامة والسلام وحقوق الإنسان والدفاع عن الثوابت الوطنية للقيام بهذه الرحلة إلى دوار يعتبر خارج التغطية اسمه اسريف بجماعة للاعزيزة دائرة سكساوة اقليم عمالة شيشاوة ،هو زيارة مغاربة متلنا حاملين الجنسية لهم حقوق وعليهم واجبات ،لكنهم منسيين مهمشين لم ينالوا فعلا ولو جزء بسيط من حقوقهم …أنهم سكان الجبل سواء كانو بسكساوة او تيزنيت،أو خنيفرة أو املشيل،أو تارودانت ..هده الفئة من سكان الجبل في الحقيقة والواقع ما زالوا لحد الان لم ينالوا كافة حقوقهم اقولها وانا واثق من نفسي ،اقولها بكل شجاعة ..لأنه لا يعقل مطلقا أن 8500 نسمة من ساكنة الدواوير ليس لهم ولو طبيب واحد،والمغرب في الرتبة 78 عالميا بطبيب لكل 2000 مواطن، وكوبا الاولى ب طبيب لكل 170 فرد …لكن سكان الجبل مع الأسف لا يدخلون في هدا التصنيف .

وعودة الرحلة التي شارك فيها حوالى عشرة أعضاء من منظمة الكرامة  بالبيضاء وعشرة اخرين من فرع المنظمة وجمعية ارض بلادي بعمالة شيشاوة .

فقد وجدت المنظمة قبل رحلتها بأسبوع من عمالة شيشاوة ممتلة في السيد الكاتب العام المحترم ورئيس قسم الشؤون العامة ،والسيد قائد للاعزيزة الدي خص الوفد باستقبال وتوجيهات وطنية بعيدة عن خطابات المخزن قريبة إلى خطاب رجل السلطة الجديدة الدي ينهج خطط صاحب الجلالة في إكرام المواطن .

كما أن الاستاد المحترم اولحيان الحسين رئيس الجماعة وبرلماني المنطقة ،وجدت فيه خلال اول لقاء القلب المفتوح ،واليد الممدودة،المساعدة غير المشروطة من أجل تحقيق هدف رحلتنا الإنسانية والاجتماعية .

بعد وصولنا قبل ظهر الجمعة إلى ايمنتانوت استقبالنا السيد القائد وكان خطابه لنا أن الدولة تبحت عن شركاء من المجتمع المدني قصد مسايرة النهج الجديد للتنمية البشرية ،وهدا التوجيه زادنا إصرارا وطموحا من أجل إنجاح رحلتنا ..كانت الطريق من ايمنتانوت إلى جماعة للاعزيزة كلها منعرجات خطيرة تسير تدريجيا الى ارتفاعات عن سطح البحر تصل إلى 2000متر أو اكتر،واستغرقت حتى جماعة للاعزيزة  اكتر من ساعة ونصف  ..بالجماعة وجدنا تلاتة سيارات رباعية الدفع في انتظرنا. رفقة السيد رئيس الجماعة وبرلماني الدائرة اولحيان الحسين ،

تركنا سيارتنا بالجماعة واستقلينا سيارات الرونج روفر القادرة على اختراق صفحات جبال سكساوة الوعرة .

فعلا ما أن غادرنا جماعة للاعزيزة ببضع كلمترات حتى بدأنا في مواجهة الطريق الغير معبدة ،انا طريق ترابية وسط الجبال تنتشر فيها الأحجار الصخرية الناتئة،بل وتتساقط بين الفينة والأخرى الصخور مشكلة خطرا حقيقيا على حركة السير، كما صادفتنا الشلالات المائية المنحدرة من الجدر بغزارة جراء القصف الرعدي الممطر الدي صادفنا أتناء رحلة الذهاب ،بعدما قطعنا حوالي 20 كلمتر زهاء ساعة بسرعة لا تستطيع تجاوز أربعين كلمتر ،دخلنا الطريق المؤدي إلى دوار استيف أنه طريق وحيد طوله حوالي عشرة كلمترات لكنه يمر كليا فوق الوادي ،حيث لا سبيل غيره ،وحينما يحمل الوادى تنقطع سبل المواصلات بين الساكنة ومحيطها تمتد احيانا لعشرات الايام ،خاصة في فصل الشتاء،وأيام انهمار الثلوج ..

وأخيرا وصلنا الى الدار الجبلي دوار زاوية استيف ..حيث صراحة حينما شاهدت حرارة الاستقبال من طرف الساكنة التي خرجت برجالها ونساءها شيوخها وأطفالها مصطفين بانتظام يمينا ويسارا يتقدمهم اكتر من ستون طفلا يقرؤون القران “سورة أهل الكهف ،”إجهشت بالبكاء ولم استطع ان أتمالك نفسي ” ولست أدري سبب اختيار سورة أهل الكهف ،ربما يشبهون أنفسهم بأهل الكهف الدين فرو بدينهم من جور الحاكم ،فقال في حقهم الله

دخلنا الخيمة التي هيأها لنا السكان في سفح بيوت الدوار التي بنيت على الهضاب الجبلية على ارتفاع مائة متر أو اكتر .

حرارة الاستقبال انستنا تعب الطريق وخطورتها التي توقف الأنفاس..فكان الشاي بمياه عيون الجبل واللوز والجوز من منتوج ارض سكساوة ودوار زاوية استيف الطيب بعد الاستراحة وتناول الغداء المتكون من لحم الماعز الجبلي الدي يرعى الأعشاب الصحية ،كان تطبيق برنامج الرحلة خلال ندوة وطنية فكرية حول اسس،خطاب صاحب الجلالة وخاصة ما يتعلق بأسس التنمية الجديدة ،التي ستنهجها الدولة بتوجيهات واقتراحات ملكية سامية.

انتهى الجزء الأول

في الجزء الثاني نتطرق لما جاء في الندوة من عروض،للسيد رئيس جماعة للاعزيزة  اولحيان لحسن ،والحاج نجيم رئيس منظمة الكرامة ومدير الرحلة والسيد عبد الحق الفكاك المؤطر الإعلامي للرحلة