هل التدريس باللغة الفرنسية اساس المنظومة التعليمية

التدريس باللغة الفرنسية اساس انقاذ المنظومة التعليمية بالمغرب.

بقلم محمد الحرشي

كيف كان تعليمنا عندما كانت كل المواد تدرس بلغة فولتير؟ تفوق ونجاح على كافة المستويات الفكرية والتطبيقية. وكان المغرب متحكما في نموه وتطوره. وكان العقل والمنطق والعلمانية هي المرجعيات الأساسية في أخذ القرارات وتفسير خفايا الكون.
وعندما قررنا التعريب سقطنا في الفكر السلفي الذي يريد أن يرجعنا إلى الماضي الجامد وأصبحنا نفكر بلغة لا تتلائم مع العولمة وروح العصر.
فاصابنا الجمود الفكري نظرا لتاريخنا المؤسس
على الكتب الصفراء وفقهها الكلامي الذي يعادي العلم والعقل
وما خطاب حزب العدالة والتنمية ورئيسه السابق بنكيران في مقاومة استعمال اللغة الفرنسية إلا استمرار لعقلية النقل والجمود في عصر أصبح فيه تعلم اللغات الأخرى مصدر قوة وتفوق.
وغريب أمر حزب العدالة والتنمية الذي يحارب اللغة الفرنسية ويطلب التدريس باللغة الإنجليزية وهو يعرف مسبقا ان أغلب مؤسساتنا الإدارية والاقتصادية والتنموية تدار بلغة موليير، دون ذكر حرصهم على تدريس أبناءهم وبناتهم باللغتين الفرنسية والإنجليزية
انه لتناقض صارخ في زمن الانفتاح على تعلم كل اللغات.
ومن رخص لحزب العدالة والتنمية أن يتكلم باسم كل المغاربة؟ وهل تم اشراك جمعيات آباء وامهات وأولياء التلاميذ والتلميذات في الأمر؟ وما محل المتعلمين والمتعلمات أنفسهم في النقاش العام حول لغة التدريس ؟
وانا اتأسف على الوقت الذي اضعناه في التدريس بالعربية ولو انها اللغة الرسمية لأننا اضعنا سنوات في اللحاق بركب التقدم. وكل الدول التي حافظت على اللغة الانجليزية في تعليمها بالشرق الأوسط بحكم احتلالها سابقا من الإنجليز انسجمت إلى حد كبير مع روح العصر عكس المغرب الذي غلبت عليه النرجسية اللغوية وها هو يؤدي الثمن غاليا.