وضعية المهاجرين غير النظاميين والحصول على أوراق الإقامة في إسبانيا

رشيد بلخدير

يجد المهاجرون غير النظاميين أنفسهم في مأزق صعب في بلد وصلوا إليه بطريقة شرعية، ويتعذر عليهم في غالب الحالات تسوية وضعياتهم بالسهولة التي يمكن أن يتصورونها قبل وصولهم للضفة الأوروبية، لذا نستعرض في هذه الورقة الإمكانيات المتاحة لهؤلاء في إسبانيا لتسوية وضعيتهم.

توافد عشرات الآلاف من المهاجرين على إسبانيا خلال العام الماضي  وبداية السنة الحالية .وارتفاع أعدادهم بهذا الحجم يرجعه المراقبون إلى الأوضاع في ليبيا ,سوريا…

ويأتي هؤلاء المهاجرون بأمل الاستقرار في إحدى الدول الأوروبية، بينها بلد الوصول إسبانيا، لكن المسألة غير سهلة، وتتطلب الكثير من الإجراءات، خاصة وأن الدول الأوروبية بما فيها إسبانيا، وإن كان بعدد أقل، تفتح أبوابها أساسا مع تفاقم أزمة الهجرة بوجه اللاجئين بالدرجة الأولى.

وتصنف هذه الدول المهاجرين القادمين من الدول المغاربية ضمن خانة “المهاجرين الاقتصاديين”، لأنهم يأتون من دول آمنة لا تعيش أجواء الحرب. ويلقى بمواطنيها عادة من هؤلاء المهاجرين غير النظاميين في مراكز الاحتجاز. لكن الكثير منهم يظلون أحرارا بعيد عن أعين الشرطة، وتمنح لهم الفرصة في بعض الدول، كما هو الحال في إسبانيا، لتسوية وضعيتهم.

وتعتمد مدريد قانونا تم تبنيه منذ عام 2000 في تسوية وضعية المهاجرين غير الشرعيين، بناء على شروط محددة أهمها الحصول على عمل، ومدة التواجد في هذا البلد التي حددها المشرع في ثلاث سنوات، ويمكن لأي مهاجر مقيم في إسبانيا تقديم طلب التسوية.

شروط تسوية الوضعية الإدارية

ويجمل الناشط عزيز صابر في منظمة العفو الدولية بإقليم الأندلس الإسباني هذه الشروط في النقاط التالية:

الإقامة في إسبانيا لمدة ثلاث سنوات، ويتم تأكيدها من خلال وثيقة تمنح من البلدية التي يقيم فيها المهاجر.

للإشارة، أي مهاجر غير نظامي يصل إلى إسبانيا، يكون ملزما بالتسجيل في البلدية التي يقطنها عند وصوله إليها. وللتسجيل، يجب أن يتقدم أمام مصالحها مرفقا بنسخة من جواز السفر، ويكون مصاحبا بالشخص الذي يأويه. ويملأ الاثنان استمارة بكل المعلومات عنهما في البلدية.

الحصول على تعهد من رب العمل بالتشغيل.

شهادة حسن سلوك من البلد الأصلي، تؤكد أن صاحب الطلب لم يسبق له أن أدين قضائيا، مترجمة إلى اللغة الإسبانية.

صورتان شخصيتان

نسخة لبطاقة الهوية الوطنية الحاصل عليها في بلده الأصلي

ويقدم الطلب في أحد مكاتب وزارة التشغيل بالنسبة لمنطقة الأندلس مثلا، أو في أحد مكاتب الحكومة المركزية أو مكاتب شرطة الأجانب بالجهات.

هل تستفيد الكوادر من تسهيلات؟

تستفيد الكوادر في جميع القطاعات من إجراءات خاصة في تسوية وضعيتهم. بالنسبة لأولئك الذين لم يصلوا بعد لإسبانيا، تقوم الشركات التي ترغب في توظيفهم بجميع الإجراءات لجلبهم، على أن تبرر حاجتها إلى تشغيل كوادر أجنبية أمام السلطات.

أما الكفاءات التي دخلت إلى إسبانيا بطريقة غير شرعية تكون مطالبة بالعودة إلى بلادها، وتقدم طلب الحصول على تأشيرة في بلادها الأصلي، مرفقة بموافقة حكومية للشركة الراغبة في تشغيلها. وتقدم التأشيرة “بسهولة” لطالبي هذا النوع من التأشيرات، يشير عزيز صابر.

ويلفت صابر إلى أن الكفاءات الرياضية لا تكون مجبرة على العودة إلى بلادها، وتمنح لها عادة رخصة الإقامة بسهولة، بل أن الكثير منها حصل على الجنسية الإسبانية.