1 ذي الحجة

الان وقد انتهى كل شيئ ، وذبح الناس اضحياتهم ، جلست تعيد شريط الأحداث و لعلك استغربت الفوضى التي سادت شوارع المدينة وضواحيها عشية العيد ، وحز في نفسك أن يعمد أحدهم الى قطع الطريق أمام الناس سواء بعرض مقتنياته أو محاولته التضيق عمدا على جاره ، ومن الواضح انك وقفت منبهرا امام آخرين وهم يعبرون الطريق بسرعة مفرطة دونما احترام لإشارات المرور ، بل كدت تسقط مغمى عليك من هول الأخبار السيئة التي بلغتك حيت ارتفع تعداد من قضوا في حوادث مميتة أو أؤلائك الدي راحوا ضحية مشاجرات بالأسلحة البيضاء لأسباب واهية .
ومن المؤكد انك كنت في لحظة تتساءل في صمت كيف اختفت تلك القيم والمعاني السامية التي ظل يرددها الفقهاء ورجال الدين مند حلول هذا الشهر المبارك سواء في المساجد أو عبر التلفاز و الراديو .
لكن عليك أن تعترف بأنها ليست المرة الأولى التي يقع فيها متل هكدا أحداث ، ولعلك تذكر جيدا ما وقع في متل هده الأيام من الأعوام السابقة ، وهنا تشعر بإمتعاض وحزن شديد لما تيقنت بأن اكتر الناس قد افرغوا هده المناسبة السعيدة من محتواها الديني وشغلوا انفسهم بالمظهر بدل الجوهر ، وبدلا من يهتموا بإحياء الشعيرة وفق قاعدة التضامن و التكافل الإجتماعي، إدا بهم يتجردون من كل خصال التسامح والمحبة مبتعدين في دلك عن المقاصد التربوية و الشرعية .
بل على العكس تماما فقد سمحوا بظهور الحقد الطبقي وتباهوا في مابينهم بالمال و الأضاحي من غير اكترات لمشاعر الفقراء و المحتاجين .
ورغم انك وجدت نفسك محاطا بكتير من الأسئلة دون أجوبة مقنعة فإنك في النفس الوقت لم تكن متشائما تماما بأن ما حدت لم يكن ليحدت لو تدخلت منظمات المجتمع المدني بقوة لتؤطر المواطنين في حلهم وترحالهم طيلة الأيام التسعة .. أي مند اول ايام ذي الحجة الى يوم النحر .
بقلم : عبدالحق الفكاك