أكثر الإجراءات حسمًا تتم وفقًا لتقديراتنا

أكثر الإجراءات حسمًا تتم وفقًا لتقديراتنا

بقلم : عمر بنشقرون مدير مركز المال والأعمال بالدارالبيضاء

لقد أثارت مسودة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريس، والذي تم إبلاغه لأعضاء مجلس الأمن قبل أيام قليلة من انعقاده امتعاض الدبلوماسية الجزائرية.
و في هذا السياق، أبلغ السيد غوتيريش أعضاء المجلس المذكور، وبتفصيل دقيق، أنه خلال شهر أكتوبر 2020، أشارت عمليات استطلاع المينورسو بواسطة مروحية فوق كركارات إلى وجود 12 عنصرًا مسلحًا من البوليساريو في الشريط العازل. يرتدون الزي العسكري، إضافة إلى “8 آليات عسكرية، اثنتان منها مسلحتان بأسلحة ثقيلة، ما دفع بعثة الأمم المتحدة إلى تحذير منظمة البوليساريو بعدم قانونية وجودها في الكركرات ما يشكل انتهاكًا صريحا للاتفاقية العسكرية رقم 1 و حثها على سحب أفرادها العسكريين ومركباتها من الشريط العازل. لكن طلب البعثة قوبل بالرفض.
في ذلك الوقت، تدخلت القوات المسلحة الملكية بطريقة سلمية و استرجعت سيطرتها على المنطقة.
ثم يسلط تقرير السيد غوتيريس الضوء على الإنجازات الدبلوماسية للمملكة في الصحراء المغربية خلال العام الماضي وهذا بناءً على افتتاح قنصليات عامة من قبل 16 دولة في مدينتي العيون والداخلة.
و أشار التقرير إلى إعلان الولايات المتحدة السيادة الكاملة والكاملة للمملكة المغربية على صحرائها في ديسمبر 2020 و أشار إلى أن الولايات المتحدة افتتحت قنصلية افتراضية في الصحراء خلال نفس الفترة. بعد ذلك، أفاد الأمين العام للأمم المتحدة بأن المغرب ملتزم ببناء ميناء الداخلة الأطلسي، والذي يجري العمل فيه حاليا. كما أشار إلى استمرار أشغال بناء طريق سريع يربط تزنيت بالداخلة.
ومع ذلك، فمن خلال قراءة مسودة التقرير، يمكن للمرء بسهولة اعتباره نداءًا حقيقيًا للقضية المغربية التي تبدو، بهذه الطريقة، أكثر واقعية وأقل ميلًا إلى المغامرة. كما أوضح الأمين العام للأمم المتحدة أن الصحراء تتطور اقتصاديًا وإنسانيًا تحت السيادة المغربية بأكثر الطرق طبيعية وملاءمة. وهو الاعتقاد بأن خيار التنمية تحت إدارة كيان آخر سيكون مجرد ترقيع تركيبي يخاطر بتضخيم انعدام الأمن في جميع أنحاء المنطقة. هذا من ناحية.
اما من ناحية أخرى، فيجب ألا ننسى أيضًا المقابلة التي أجراها السيد ناصر بوريطة مع إحدى أكبر الصحف الجنوب أفريقية “ذا ستار” حيث أعلن أن المغرب وجنوب إفريقيا هما أكبر مستثمري القارة ولهما دور رئيسي في عملية التكامل الأفريقي و أكد أن قيادة المملكة الشريفة، ملكا، حكومة وشعبا تؤكد على سياسة اليد الممدودة من أجل السلام مع هذا البلد و في أقصى درجات الصفاء الدبلوماسي.
ومن حسن الصدف، أن السيد أندريه أزولاي، مستشار صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله وأيده، دعا مؤسسة Brenthust القوية في جنوب إفريقيا إلى مدينة الصويرة لاجتماع مجلس إدارتها. وكما هو معلوم، أن هذه المنظمة تخضع لسيطرة أغنى العائلات اليهودية في جنوب إفريقيا، وبالتالي يمكنها العمل بشكل إيجابي عن مشروع مشترك من أجل التقارب بين محور الرباط وبريتوريا و التعاون المستقبلي بين الدول الأفريقية الانجلوسكسونية ودول شمال غرب إفريقيا، الخاضعة حاليًا للنفوذ الأوروبي.
أما على صعيد التواصل بين المغرب وإسرائيل، فيمكننا أن نتوقع في القريب العاجل زيارات متبادلة لوزراء مغاربة وإسرائيليين رفيعي المستوى بين الرباط وتل أبيب لزيادة تحسين الشراكات الاستراتيجية القائمة بين البلدين بهدف التنمية الاقتصادية و هذا ما يسمى ب”العامية المغربية الدق والسكات”.