النهضة الدولية/ مراسلة حسن بوقورارة
أكد إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، على أهمية المهندس في الحياة العامة للمواطنين ودوره في تطوير البلاد. وجاء ذلك في معرض كلمة له بعد زوال اليوم السبت 06 غشت الجاري بالدار البيضاء، بمناسبة انعقاد أشغال دورة المجلس الوطني لمنتدى الأصالة والمعاصرة للهندسة الوطنية.
ونوه العماري في ذات الإطار إلى أن بلادنا اليوم تعيش على وقع أحداث لا تبشر بالخير في ما يتعلق بتدبير السياسات العمومية، وأن المهندس أقرب إلى هذا الواقع المرتبط بالمواطنين الذين يعيشون مختلف تجلياته (الواقع الصعب)، واضاف أن “المهندس رجل الميدان بامتياز أكثر منه إلى التفكير، لأنه ينفذ ما يفكر فيه على أرض الواقع على عكس المهن الأخرى”.
وبخصوص الاستعداد لاستحقاقات 7 أكتوبر المقبل، اعتبر العماري أن الزمن السياسي الفاصل عن هذه المحطة هو يومان فقط (شهرين من حيث الزمن العادي)، وهي استحقاقات مصيرية بالنسبة لبلادنا، وأضاف: “كنا في السابق ندق ناقوس الخطر واليوم نعيش وضعا خطيرا على مختلف المستويات فنسبة النمو لم تتخط عتبة 0.1%وذلك اعتمادا على ربطها بنسبة النمو الديموغرافي%1.5 ونسبة النمو المعلن عنها من طرف بنك المغرب ووزارة المالية حيث تستقر في%1.6.
وأوضح العماري أنه أمام هذا الواقع، فإن حصيلة فقدان بلادنا مناصب شغل سنويا تصل إلى 135000، على الرغم من أن كل المؤشرات كانت تصب في اتجاه انتعاش اقتصادي ملموس، فأمطار الخير غمرت البلاد كما أن التحولات الجيوسياسية ساهمت في تخفيض سعر البترول في الأسواق الدولية إلى 28 دولار للبرميل اليوم، هذا إضافة إلى 5 ملايير دولار مصدرها الصناديق السياسية للخارج، كما أن المؤشر الجهوي كان يجب أن يكون مساعدا للاقتصاد الوطني، وذلك بالنظر إلى حالة الاستقرار والأمن اللذين ينعم بهما المغرب مقارنة بدول أخرى.
وتأسف إلياس العماري على كون المديونية لم تصل في تاريخ المغرب إلى ما وصلت إليه اليوم حيث تستقر في رقم 835 مليار درهم ونسبة العجز تصل إلى%64، وكل الإشارات تدل على أن الأوضاع ببلادنا لا تسر، فعلى المستوى الاجتماعي تم تدبير القطاع بمنطق “الشفوي” وهناك غياب واضح للأطر والبنية التحتية في معظم الأقاليم، كما أن الميزانية المخصصة لقطاع الصحة لا تستوعب كل المرضى، وعلى سبيل المثال ف% 48 من أطباء المغرب متواجدون في محور الرباط والدار البيضاء في حين أن% 80 من ساكنة المغرب يوجدون خارج المحور المذكور، بمعنى أننا نتحدث فقط عن% 50من الأطباء بالمغرب لفائدة%80 من الساكنة.
وفي ما يتعلق بالشق الثقافي، شدد العماري على أن وجود شعب غير مثقف وغير متعلم يجعله في وضع غير القادر على الإنتاج والتعبير عن أفكاره وتصريف مواقفه، كما أن ضعف الميزانية المخصصة للقطاع (0.23%من الميزانية العامة أي 30 مليار سنتيم فقط) يزيد من عمق تأزيم الثقافة ببلادنا، والبنيات التحتية الثقافية تعيش نفس الوضعية، فعلى سبيل المثال تم تشييد دار الشباب بطنجة أوائل الاستقلال لفائدة ساكنة لا تتعدى 30 ألف نسمة، واليوم ما تزال نفس دار الشباب لوحدها من بين المؤسسات الثقافية بالمدينة لساكنة تتعدى مليون نسمة.
البام اليوم يخوض مغامرة كبيرة لقيادة الحكومة المقبلة في ظل ظروف تجعل بلادنا تعيش وضعية “الإفلاس”على مختلف المستويات. وإذا كان الحزب قد دخل الاستحقاقات الانتخابية لسنوات: 2009، 2011 و2015 ليضع موطئ قدم له، فإنه يدخلها في 2016 للتعاون المشترك مع كل المغاربة لإنقاذ البلاد.
ودعا امين عام البام بالمناسبة إلى الاستعداد للعمل المجاني حال وصول الحزب للحكومة، في إشارة منه إلى الوضعية “الكارثية” للبلاد، ويجب أن يكون الجميع مستعدا لهذا الطموح المتمثل في الرتبة الأولى، طموح وطني يتجاوز الطموحات الشخصية.
وقال العماري، مخاطبا أعضاء المجلس الوطني لمنتدى الأصالة والمعاصرة للهندسة الوطنية، بأن “الوطني الحر هو لي تايخذ لبلاد فاشلة ما شي زاهرة”، واعتبر أن المجلس الوطني لمنتدى الهندسة الوطنية فرصة للمضي إلى الاستحقاقات وبعدها للإسهام في إنجاز الأوراش المنتظرة.
وأضاف العماري أن الاستعداد للموعد الانتخابي يتم بشكل تشاركي بين كل مكونات الحزب ومؤسسات أخرى وفاعلين آخرين لا يطلبون الاستوزار ولا المناصب، ووجه الدعوة إلى المهندسين إلى تقديم اقتراحاتهم وتصوراتهم لتطعيم برنامج للحزب.
وختم العماري كلمته بالإشارة إلى أن الحزب يوجد في وضع قوة اليوم وكل طاقاته وفعالياته على أتم الجاهزية والاستعداد، والجميع معبأ لهذا الغرض، وأضاف كذلك أن الحزب، في حال احتلاله الرتبة الأولى، سيخصص المئة يوم الأولى للتواصل والحديث مع المواطنين حول مختلف القضايا الراهنة التي تشغل بالهم ومن بينها التقاعد الذي يشهد سجالا غير صحي ستكون له تبعاته السلبية على الأجيال المقبلة والمتقاعدون على وجه الخصوص. وقال العماري أن أي حديث عن الموضوع يجب أن يكون على أساس الإقناع وليس الإكراه.
واختار إلياس العماري أن يلقي في نهاية تدخله عبارة لا شك سيذكرها التاريخ: “قدرنا في البام أننا مرة أخرى علينا تحمل المسؤولية والصبر من أجل مستقبل بلادنا، فالتاريخ يكتب بعد نهاية المشوار.