تحرير : محسن راجي شهيد .
وجهت عناصر المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع لمديرية مراقبة التراب الوطني، أمس (الخميس)، ضربة استباقية إلى خلية إرهابية خطيرة، كانت تنشط بفاس والبيضاء واولاد تايمة، وخططت لتنفيذ عمليات تخريبية وانتحارية.
وعلمت «الصباح»، من مصادر مطلعة، أن تفكيك الشبكة، المكونة من ثلاثة أشخاص، من بينهم امرأة، وهي أم عازبة، تبلغ من العمر 31 سنة، جاء بعد تجميع معطيات عن أنشطتهم المشبوهة، وكذا عقدهم لقاءات سرية وتخطيطهم لضرب مجموعة من المواقع الحساسة بالمملكة، سيرا على مخطط «داعش» في زعزعة استقرار مجموعة من الدول، عبر عمليات انتحارية.
وكشفت المصادر ذاتها أن أفراد الخلية الثلاثة على صلة ببعض قادة ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية، وأنهم كانوا يتواصلون معهم عبر بعض المواقع الإلكترونية، كما تلقوا تعليمات منهم لتنفيذ عمليات تخريبية بالمغرب. وأضافت المصادر ذاتها أن عناصر هذه الخلية منخرطون في الأجندة التخريبية التي سطرها التنظيم الإرهابي سالف الذكر، وذلك من خلال سعيهم إلى تنفيذ عمليات إرهابية خطيرة بالمملكة.
ومن المنتظر أن تكشف التحقيقات المعمقة مع المتهمين العديد من المعطيات عن مخططات الجماعات الإرهابية بالمغرب خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد التهديدات المباشرة للتنظيم الإرهابي للمغرب، ردا على استعانة مجموعة من الدول من بينها فرنسا وبلجيكا بالعناصر الأمنية وإشادتها بخبرتها ونجاعتها في محاربة المنتمين إلى داعش داخل المملكة.
وفي ارتباط بالموضوع ذاته، عاينت «الصباح» حركة غير عادية مساء أول أمس (الأربعاء) بجنبات ولاية أمن البيضاء، مردها، حسب مصادر متطابقة إلى اجتماع طارئ، أداره عبد اللطيف الحموشي، المدير العام لمديرية الأمن الوطني مع مسؤولين أمنيين.
وحضر الاجتماع حسب المصادر ذاتها، إضافة إلى عبد اللطيف مؤدب والي الأمن ونائبه عبد الله الوردي، مختلف مسؤولي مصالح الأمن والاستعلامات العامة، ورؤساء الشرطة القضائية ومسؤولي السير والجولان والهيأة الحضرية وباقي الأجهزة.
وكشفت المصادر نفسها أن الاجتماع تناول في حيز منه، مكانة العاصمة الاقتصادية في قلب مواجهة الإرهاب، والإجراءات الكفيلة بتجنيب المدينة المليونية، التهديدات الداعشية المتواصلة، سيما بعد أن ذاع خبر التعاون الكبير الذي قدمته الاستخبارات المغربية لفرنسا لحل ألغاز التفجيرات الباريسية وإحباط تفجيرات دامية كان مخططا لها بحي لا ديفونس، مجمع المال والأعمال بباريس.
وخلال الاجتماع ذاته، أصغى المتدخلون إلى نصائح وإرشادات عبد اللطيف الحموشي، الذي يشغل في الآن نفسه مدير مديرية مراقبة التراب الوطني، كما حثهم على التنسيق الكامل في ما بين المصالح الأمنية، ورصد حاجيات العمل التي يمكن للإدارة أن توفرها.
ولم تتسرب أخبار كثيرة عن الاجتماع الذي وصف بالمهم والطارئ، فيما أوضحت مصادر «الصباح» أنه يندرج ضمن مسلسل اليقظة والحذر، من التهديدات الإرهابية الحقيقية التي يعيشها البلد هذه الأيام.
ولم يتوقف الاجتماع عند خطر الإرهاب، بل تعداه أيضا إلى التذكير بدور الأمن الوطني مرفقا عموميا، وتجويد الخدمات والتواصل مع المواطنين .
الصباح