خبير.. الملك أكد أن افريقيا خيار وعمق استراتيجي للمغرب

محسن راجي :

قال محمد بودن رئيس مركز “أطلس” لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إن الخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس، أمس السبت 20 غشت 2016، إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ63 لثورة الملك والشعب، أكد أن افريقيا خيار وعمق استراتيجي بالنسبة للمغرب.

وأوضح بودن في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن خطاب  الملك حمل إشارات تفيد بأن الدبلوماسية التضامنية القائمة بين المغرب والدول الإفريقية هي الأساس الجوهري للعمل الثنائي والتعاون جنوب-جنوب.

وأضاف المحلل السياسي أن محمد السادس لم يتردد في التأكيد والتذكير بأسس الشراكة المغربية الإفريقية القائمة على عناصر عدة، والمنتظر تعزيزها بالعودة المؤسساتية للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي، انطلاقا من مقاربة رابح-رابح مع إفريقيا، وبالنظر إلى الروابط التي تجمع الطرفين من منظور العلاقات التاريخية والاستراتيجية والالتزام المتبادل.

وركز الخطاب الملكي الذي تميز بنفس إنساني كبير، حسب المتحدث، على المعطيات المرتطبة بعودة المغرب إلى مؤسسة الاتحاد الإفريقي، وكذا ضرورة اتحاد الأقطار الإفريقية على مستوى مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والمناخية.

وفي ما يتعلق بالدين الإسلامي، أشار إلى أن  الملك استعمل صلاحياته المحفوظة والمرتبطة بحقل إمارة المؤمنين، لتوضيح مخاطر العبث بقيم الإسلام السمحة، ومحاولة الترويج لفكر “الجهاد باسم الله “، مؤكدا أن المجال الديني غير المنظم من شأنه المساهمة في إذكاء الفكر المتطرف وغيره من الظواهر المجتمعية الشاذة.

وأضاف أن الخطاب حسم في هذا السياق، في كون الدين رافعة للتنمية والاستقرار إذا ما حسن فهم النصوص ولم يتم تجاوزها دون وعي تاريخي بالمخاطر المترتبة عنها، وهو محور أفصح عن بعد إنساني شمولي في الخطاب الملكي.

وأكد الخطاب أيضا، حسب رئيس مركز “أطلس”، أن النص الديني صريح في ما يتعلق بالجهاد وأحكامه، وألا مجال للتأويل في مقتضياته، داعيا إلى تكريس صورة حداثية بارزة تجيب من يحاول النيل من الدين والحضارة الإسلاميين، لافتا إلى معاناة الجالية المغربية المقيمة بالخارج وغيرها من الجاليات المسلمة التي قد تصير ضحية خطابات دينية متناقضة ومتقاطعة، يمكن أن تدفع ثمنها من أمنها وحريتها.