دعوة الى اعادة النظر في مركز الادماج الاجتماعي الزياتن طنجة
مليكة التومي مراسلة النهضة
الصورة أرشيفية
بامر من السيد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة رافق السيد القائد مصطفي يوم 15غشت الجاري مجموعة من الجمعيات المدنية الى مركز الادماج الاجتماعي في نقل حالة انسانية اجتماعية قاسية استوجبت الرحمة والشفقة . انها حالة حبيبة الحمرا . سيدة ذات 21 سنة من عمرها شابة مختلة عقليا وتحتضن طفلين صغيرين . ياسمين .سنتان ومحمد ياسين رضيع .9 اشهر . هي ماساة انسانية قاهرة لانها تقيم في جانب من محطة الحافلات لمدة تقارب الشهر حتى اصبحت طعما للذئاب البشرية المفترسة التي تخرج ليلا بحثا عن فريسة . وحبيبة مهياة للاستجابة لانها تفتقد لمناعة العقل والتفكير كي تقاوم سم الافاعي الضالة .بل قد تجدها في بعض الاحيان مهياة لالتقاط حمل ثالث ورابع وخامس ووو....لولا تدخل مجموعة الامل المباركة التي رقت لحالها وطلبت التدخل السريع للشرطة التي استجابت على الفور مشكورة واخبرت الجهات المسؤولة .فكان الامر فوريا لنقلها على متن سيارة القوات المساعدة الى مركز الادماج الاجتماعي الزياتن على الساعة التاسعة ليلا رفقة اعضاء المجموعة والسيد القائد مصطفى الذي عبر بعظم لسانه انه ينفذ تعليمات السيد الوالي . الا ان الكارثة المطروحة في المركز المذكور اذ اننا لم نجد مسؤولا نحاوره ونسلمه ثلاثة انفس . وحتى هاتف الرئيسة لا يرد . النزلاء وحدهم من الرجال والنساء والاطفال منتشرون في القاعات . هم نزلاء وفي نفس الوقت هم المسؤولون لانهم يستفسروننا عن الحالة الجديدة . وكلنا يعلم مدى احتياج النزلاء لبعضهم جنسيا في مركز لا مسؤولية فيه لاحد على ارض الواقع .انما في الاوراق والمراسلات الادارية التي تقتضي الختم والتوقيعات هم حاضرون لان الرواتب الشهرية مرتبطة بالتقارير المزيفة . حرام وحرام على مركز مدرج ضمن المبادرة الوطنية التي اطلقها صاحب الجلالة لانقاذ الضائعين والمحرومين والمشردين ان تصاب بمثل هذا الاهمال واللامبالاة . المسيرون فيه يشتغلون على الواجهة والعنصر البشري الاساسي مقصي ولا من يرعاه رغم ميزانية الدولة التي تصب فيه ومساعدات المحسنين وتبرعاتهم اللامنقطعة. الا ان المركز في امس الحاجة الى اعادة النظر في تسييره . من المفروض ان يكون المركز على درجة عالية من النظافة والعناية لان فيه نفوسا بشرية تستوجب الرحمة . فالمطبخ جد متسخ والرائحة فيه كريهة تفوح من قنواته . مشهد تشمئز منه النفس .
زرنا المركز في اليوم الاول فلم نجد احدا من المسؤولين وفي اطار تتبعنا للحالة عدنا للمرة الثانية يوم 20 غشت فلم نجد احدا اللهم واحد من النزلاء الذين حكم عليه قدره ان يكون هناك استفسرنا عن البطاقة الوطنية وعما اذا كنا قد احضرنا مساعدات للمركز . مهزلة وتسول صريح باسم مركز تسهر عليه المبادرة الوطنية التي تصرف المبالغ الطائلة على مشاريعها الاجتماعية.
فامام هذه الوضعية المزرية تجندنا كفاعلين جمعويين للبحث عن اسرة حبيبة كي نعيدها اليها بسبب الثقة التي افتقدناها من اول مرة . انتقلنا الى القصر الكبير وبالضبط الى ضاحية به تسمى دوار جبل الغني .الكشاشرة نسال حتى وصلنا الى بيت الاسرة التي استقبلتنا بالاحضان على عادة الاعراف البدوية المغربية دون معرفة سابقة بمن نكون . وبطريقتنا واقناعاتنا للاب رب الاسرة استطعنا ان نؤثر عليه ونمحو من ذهنه فكرة العار الذي جلبته له على حد قوله اذ استبدلناها له بفكر الحس الانساني والعطف الابوي والتصالح مع واقع اسرته التي افتقدت عنصرا منها . فاخذناه معنا الى طنجة هو وواحدة من بناته ليتسلمها هو بنفسه لعله يتاثر بالنزلاء وتدب في قلبه الرحمة والحس الابوي ويتشبع قلبه بالرافة والتسامح ويتقبلها كانسانة اختار لها القدر ان تكون مختلة عقليا في عز شبابها فيغير طريقة تعامله معها .وذلك ما حصل . اذ اننا انقذنا حبيبة من مركز مجهول الهوية الى بيت والديها رغم الاكراهات التي ستعترضها بسبب الطفلين .
لحبيبة الله ولكل نزلاء المركز المذكور اعلاه الى حين اعادة النظر فيه كمؤسسة للرعاية الاجتماعية يسيرها ضمير حي يقظ وليس وكرا للتسول به على حساب النزلاء .