سائقي الطاكسيات من الصنف الثاني بالصويرة لا يلومون أبوابها أكثر ما يلومون مسؤوليها.
بقلم محمد الحرشي.
في الماضي كانت الأبواب الأربع لمدينة الصويرة (باب دكالة-باب مراكش-باب السبع-باب المرسى )هي المنافذ والسبل التي تمر منها القوافل محملة بشتى أنواع السلع والمنتوجات وتشكل في نفس الوقت مخارج إلى البحر والغابة والذهاب مع الاصدقاء والأسرة في نزهة الى الوالي الصالح "سيدي مكدول" .
وعشنا حتى رأينا بأم اعيننا الكثير من الأمور التي تغيرت بسبب النمو الديموغرافي الذي أدى بدوره إلى ظهور الطاكسيات من الصنف الثاني بالصويرة و خصوصا قرب أبوابها الأربع التي تشكل منذ التاريخ القديم منافذ وممرات خروج ودخول السكان والزائرين .
الا ان القاسم المشترك بين هذه الأبواب هو سوء تأهيلها من طرف المسؤولين مما صعب مأمورية الطاكسيات من الصنف الثاني قربها ، فرغم "الاصلاحات" التي أنجزت على مقربة منها لم تاخذ السلطات المعنية ، بعين الإعتبار رأي السائقين من حيث الأمكنة المناسبة للوقوف والتوقف والانطلاقة من جديد من أمام الأبواب الأربع.
أولا:باب دكالة
بصعوبة كبيرة خصص لهم مكان في شارع مولاي يوسف المعروف باكتظاظه وصعوبة المرور منه والانطلاق منه وتغيير الوجهة فيه؛ الوضع الذي يجعل سائقي الطاكسيات يعيشون على اعصابهم تنظيميا وعلائقيا مع باقي الأطراف الأخرى وكسب قوت يومهم بعناء أقل .
ثانيا:باب المنزه هو كذلك نفس وضعية باب دكالة من حيث الوقوف والتوقف وتغيير الاتجاه اذا استحظرنا حساسية المكان من حيث التظاهرات الكبرى من مهرجانات وسباقات وولائم واحتجاجات.
ثالثا:باب السبع
رغم إصلاح فضاء باب السبع فإن مكان وقوف سيارات الأجرة من الصنف الثاني ما زال معلق إلى أجل غير مسمى ، ولا نعرف سبب تأخر السلطات المعنية في تفويت موقف السيارات الخاص بهم رغم تهيئته ؛والآن هم يعملون في جغرافية قريبة من فندق الجزر والمنعرج مما يعرقل أداء مهامهم المتمثلة في صعوبة تغيير الاتجاه والتوقف ووضوح الرؤيا في شارع محمد الخامس الذي يعد الشريان الرئيسي بمدينة الصويرة.
رابعا:باب مراكش
وهنا الطامة الكبرى : فضاء واسع لكن صمم منذ البداية بطريقة لم تراع تحولات المدينة وتسهيل دور كل العاملين بالفضاء المذكور ،وتم تدارك الموقف بإصلاحات اضافية ؛لكن ما زالت المشاكل قائمة تتمثل في :صعوبة الخروج إلى شارع الأميرة للاعائشة الذي يعد الرابط الأول بين شمال وجنوب مدينة الصويرة،انعدام سقيفة الانتظار واحدة خاصة بالزبناء وأخرى للسائقين ...
من يتحمل المسؤولية في وضعية الطاكسيات من الصنف الثاني وانعكاساتها النفسية و الاجتماعية على سائقيها ؟لا شك أن المشكل من مسؤولية الأطراف التالية:المجلس الترابي للصويرة بالمهندسين والتراخيص ،المجلس الإقليمي بالعضوية والتنسيق ،المندوبية الاقليمية للأوقاف والشؤون الإسلامية بالتمويل والمال العام ،ووزارة الداخلية باجهزتها المختلفة من عمالة، أمن وملحقات إدارية التي عليها المراقبة المستمرة والتكهن بتطورات الأحداث والتدخل في الوقت المناسب.
ويبقى السبب الواضح والاساسي في كل ما حصل هو عدم إشراك المهنيين والمؤسسات الممثلة لهم منذ البداية وأثناء التخطيط والتنفيذ، يعني عدم تطبيق الديمقراطية التشاركية في مدينة صغيرة كل خطأ فيها يؤدي إلى انعكاسات كبيرة .
والمتضرر دائما وأخيرا في هذا الملف هي الفئات الضغيفة والمهمشة، التي تبقى الضحية الأولى في كل سياسة تتم وراء الكواليس و بين أصحاب القرار والاختام.