سيف الإسلام القذافي يكشف بالتفاصيل أسرار جديدة حول حراك 17 فبراير

ايوان ليبيا – وكالات:

مع حلول الذكرى السادسة، لبداية الحراك الشعبي في ليبيا، الذي بدأ يوم 17 فبراير2011، تطرح ككل مرة الأسئلة عما جرى، هل كانت ثورة؟ أم مكيدة للإطاحة بنظام القذافي؟ وهي الفرضية التي يقدمها أنصار النظام السابق، مثلما هو وارد في هذه المذكرة المطولة – نشرتها وسائل إعلامية – التي أعدها نجله سيف الإسلام، وتم توزيعها على نطاق ضيق، ويتحدث فيها عن الظروف التي واكبت ما حصل قبل سنوات ست.

يشير معد المذكرة في بدايتها، أنها “تحوي على جزء من الحقائق وبعض ما حصل وليس كله، لأن حجم مأساة الشعب الليبي وما جرى له طيلة خمس سنوات عجاف تحتاج إلى آلاف الصفحات لشرح وقائعها وتوثيق الجرائم التي ارتكبت بحق هذا الشعب باسم حماية المدنيين وجلب الديمقراطية وإنزال السعادة لليبيين، الأمر الذي تبين من خلال صواريخ كروز وآلاف القنابل الليزرية وصواريخ (الهل ـ فاير) في عملية استنساخ لما جرى في العراق وإن اختلفت  الأعذار والأكاذيب، وبكبر حجم المأسأة وحجم الجرائم فسوف نقوم بنشر مختصر لبعض الحقائق والوقائع في محاولة لتقريب الصورة للقارئ عما حدث ويحدث من إجرام في ليبيا بدعم وتغطية من دول الغرب وبعض الدول العربية وكذلك قلة من الليبيين الذين ساهموا في خراب بلادهم”.


وعن الفترة التي سبقت وتلت تاريخ 17 فبراير 2011، تذكر الوثيقة “بين 15 و20 فبراير 2011 قام عدد من أعضاء الجماعات المسلحة التابعة للتنظيمات الإسلامية وخاصة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة  (LIFG)  بمهاجمة مراكز الشرطة وثكنات الجيش في كل من درنة والبيضاء وبنغازي واجدابيا ومصراتة والزاوية، مستغلين وجود مدنيين تظاهروا في الشوارع على الرغم من انهم كانوا بأعداد قليلة”، كذلك استغلوا التحريض في الإعلام لأكبر مؤسسة إعلامية عربية في ذلك الوقت وهي قناة الجزيرة وسرعان ما تبعتها قنوات أخرى تابعة لدول الخليج وبعض الدول الغربية”.

ويتابع “قام المهاجمون بشنق وذبح وتقطيع رجال الأمن في الشوارع وعلى الجسور على مرآى ومسمع الناس وكل ذلك وثق بالصورة والصوت وموجود علي اليوتيوب. ورغم ذلك كان القتلى من الطرفين بالعشرات والأسماء معروفة الآن, ولكن ضخمت لتصبح 50 ألفا رغم ان أول حكومة يضعها الناتو سنة 2011 (حكومة الكيب) أصدرت تقريرا تقول فيه ان إجمالي الضحايا من الطرفين لا يتجاوز 4700 خلال ثمانية اشهر من الحرب بما فيها ضحايا الناتو من المدنيين، وحتى هذا الرقم تم تخفيضه فيما بعد”.

عن أول يوم من الحراك المصادف لـ16 فبراير، رصدت المذكرة “قام الذين سموهم متظاهرين سلميين بقتل وشي رجل بعد قتله في مصراتة اسمه موسى الأهدب، والشرطي الذي قطعت أوصاله في بنغازي في نفس التاريخ، المتظاهرون الذين قيل عنهم سلميين في أول يوم للاضطرابات كانوا يقودون دبابات ويخرجون الرشاشات ومضادات الطيران في بنغازي والزاوية ومصراتة”.

اتهامات كاذبة

تم تخصيص جزء مهم في المذكرة للرد على الاتهامات الموجهة لنظام القذافي بأنه ارتكب جرائم في حق المتظاهرين، وتذكر “حتى الآن كل التحقيقات الغربية وتلك الصادرة من الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان، لم تستطع إثبات قضية اغتصاب واحدة من 8000 حالة مزعومة، وأين تبخر آلاف المرتزقة؟ ولم يتم إثبات وجود مرتزق واحد، أما طائرات الميراج التي نزلت في مالطا والتي قيل إنها أرسلت لقصف المدنيين في بنغازي مع العلم أنها أقلعت من قاعدة الوطية قرب الحدود مع تونس، وهذا لا يحتاج إلى توضيح، لأنه لا يعقل أن ترسل ميراج ق-1 لقصف هدف على مسافة 1500 كلم والعودة وهذا الأمر مستحيل من ناحية الوقود ومدى الطائرة، كذلك لماذا لم تستغل قواعد جوية قرب بنغازي موجودة تحت سيطرة الدولة لو كانت هذه النية موجودة أنذاك.

أما قصص الفياغرا في الدبابات فهي من نوع SEX IT UP  فهي تماما مثل ما حصل في إشاعة أن صدام يستطيع إطلاق صواريخ مزودة WMD خلال سبع دقائق وهذا الأمر الذي أثار سخرية وسائل إعلام أوروبية وأمريكية  قبل ان يثير سخرية الشعب الليبي، وكأن جنود الجيش الليبي عجائز أعمارهم في الثمانينات، يعانون العجز والضعف الجنسي ليحتاجوا الفياغرا للقيام بالاغتصاب”.

بلحاج وآخرون في مرمى الاتهامات

توجه المذكرة اتهامات كثيرة لعدد من الدول العربية والغربية، ولمتزعمي المشهد الحالي في ليبيا في صورة عبد الحكيم بلحاج، والسويحلي الذي يرأس مجلس الدولة، ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج “الغريب أن دول الغرب من النرويج وكندا شمالاً حتى مالطا وإيطاليا جنوبا ناهيك عن قوات قطر والإمارات والأردن والسودان والمغرب كل هذه القوة استعلمت ضد أشخاص لم يقوموا بعمل عدائي ضد هذه الدول مثل، سيف العرب معمر القذافي،  وأسرة الخويلدي، وضحايا ماجر 84 ضحية من الأبرياء، ومن ينظمون الاحتفالات في سرت ومصراتة وبنغازي بعد كل عملية لداعش في فرنسا وبلجيكا لم توجه لهم الصواريخ والقنابل كما حصل في عام 2011، أليس مريبا هذا الصبر والتسامح، في حين أن من قام بشي السفير الأمريكي حيا”.

وتضيف “وحتى تكمل الدول الغربية مسلسل جرائمها بحق الليبيين قامت بتعيين المسؤول عن تدمير بني وليد عبد الرحمن السويحلي رئيسا على ليبيا من خلال ترأس مجلس الدولة ويعين ابن اخته أحمد معيتيق  الرجل الثاني في المجلس الرئاسي، وتعين ابنة أخته نهاد معيتيق مديرة عامة على الخارجية ونسيبة رئيس المجلس الرئاسي السراج والأدهى من ذلك أن يتم عقد صفقة مع بلحاج آمر الجماعة الإسلامية المقاتلة على أخذ حصة الإسلاميين من التشكيلة الرئاسية والكل يعرف في ليبيا انه لو عقدت انتخابات حقيقية فهؤلاء لن تصوت لهم حتى أسرهم. 

ويكفي للتدليل عن ذلك “ان بلحاج في الانتخابات البرلمانية تحصل على 50 صوتا في منطقة سوق الجمعة والتي يبلغ عدد سكانها 250 ألف نسمة”، وعن بلحاج كذلك أوردت المذكرة “في نهاية عام 2011 طبعا أنذاك مع حلف الناتو على ليبيا أصبح سجين الـCIA وأمير الجماعة الإسلامية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج الذي قضى حياته في كهوف قندهار يملك أكبر محطة إذاعية في افريقيا وأكبر أسطول جوي في ليبيا ويملك مصنع اسمنت وعقارات في تركيا واسبانيا ومطار خاص في طرابلس في حين أن المرتبات متوقفة والاحتياطي النقدي الليبي تلاشى والذي كان عام 2010 يبلغ 160 مليار ومشاريع التنمية التي قدّرها البنك الدولي بــ200 مليار دولار توقفت كلها، هذا نمودج فقط لوضع أمراء الحرب وحال الليبيين الباقين”.

لم تكن ثورة…

في جزء آخر من المذكرة، يطعن سيف الإسلام ومن أعد الوثيقة، في الحراك الذي حصل، ويسقط عنه تسمية الثورة الشعبية، ويقول “إذا كان ما حصل في بنغازي 2011 ثورة، فلماذا الحرب مستمرة حتى اليوم، ولماذا فرنسا تقاتل الآن من ناصرتهم عام 2011 وتخسر ثلاث من جنودها فى بنغازي فى شهر جويلية 2016؟ ولماذا اغتيل 700 شخص بواسطة القنابل المزروعة في سياراتهم ما بين سنة 2012 و2013؟ ولماذا أبيد طاقم القنصلية الأمريكية في بنغازي في 11-09-2012؟”.

ويتابع قائلا “ومن يقطع رؤوس الناس هناك ونفس الشيء في مصراتة ودرنة ولماذا نتجاهل زعماء داعش الذين صرحوا علنا أنهم من قاتل الدولة الليبية الكافرة 2011، طبعا أنذاك مع حلف الناتو على ليبيا، ولماذا داعش يمتلك نفس الملابس المستوردة للجيش الليبي 2012 ومن أعطاها لهم ولماذا يستعملون السيارات المصفحة المستوردة عام 2012 للجيش الليبي ولماذا يتقاضى أفراد داعش مرتبات من وزارة الدفاع.. الجواب بسيط ابحث عن خالد الشريف وبلحاج آمر الجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة، الحاكم الفعلي لليبيا وابحث عن أعضاء المؤتمر الوطني الذين جُلهم من أعضاء الجماعة الليبية المقاتلة”.

ويتكفل بالإجابة على الأسئلة السابقة “طبعا هذه حقائق يعرفها كل الليبيين ولكن القليل خارج ليبيا يعرف الحقيقة وحقيقة من يحكم ليبيا اليوم. وبعد ما سلم الناتو حكم ليبيا للميليشيات لم يسلم أحد من شر قوى الظلام هذه ويوسف الغرياني، أشهر ممثل كوميدي في تاريخ ليبيا المعاصر والمشهور بـ”قزقيزة” كما اعتقل وعذب العالم والشيخ المسن المدني الشويرف والبالغ من العمر 80 عاما، علما بأنه كان مفتي ليبيا في السبعينات”.

هذا هو حال ليبيا اليوم

تختتم المذكرة، بتقديم تشخيص عام عن الوضع في ليبيا، خاصة في البنية الاقتصادية والجانب المعيشي “في أثناء كتابة هذه الأسطر تعيش مدن ليبيا في ظلام دامس نتيجة لانقطاع الكهرباء وكذلك تعاني عدة مدن ومنها طرابلس والتي يشكل سكانها ثلث سكان ليبيا انقطاع المياه، أما المستشفيات فهي وحسب تقديرات UN  الإحصائيات فإن 65% منها توقف عن العمل،  أما الدينار الليبي فقدْ فقدَ %300 من قيمته، أما إنتاج النفط فهبط من 1.9 مليون يوميا إلى 250 ألف برميل يوميا… أما الأخبار شبه اليومية من معظم المدن الليبية فهي ظاهرة الخطف من أجل الفدية، والسلاح منتشر لدرجة أن بيعه يتم عبر الفيس بوك”.

ويذكر كذلك “هذه هي ليبيا قبل 2011، التي كانت تتجه بسرعة الضوء نحو أن تكون مرتكزا للتنمية في افريقيا وجسرا لربط القارة الإفريقية بأوروبا والعالم وعاملا فاعلا لمحاربة الإرهاب ومنع الهجرة غير الشرعية، ها هي اليوم تحولت إلى دولة فاشلة يترعرع فيها الإرهاب وتحكمها الميليشيات ويغيب فيها القانون وطريقا آمنا للهجرة غير الشرعية وتجارة البشر والسلاح والمخدرات.. أليس هذا الوضع كفيل للوقوف مع الشعب الليبي ومساندته من جديد”.