قضى سكان إقليم كلميم ونواحيها، يوم الأربعاء الماضي، واضعين أياديهم على قلوبهم مخافة تكرار فاجعة سيول وفيضانات شتاء 2014، والتي تسببت في وفاة مواطنين ونفوق رؤوس من الماشية وتهدم بيوت فوق رؤوس أصحابها، عقب تسجيل تساقطات مطرية مهمة بالمنطقة صاحبتها سيول رفعت منسوب الوديان والشعاب المحيطة بالمدينة.
تقرير حديث لوزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك أبرز أن 5 طرق مقطوعة في وجه المواطنين والعربات بالمنطقة، موضحا أن الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين كلميم وبين طانطان مقطوعة، بالإضافة إلى الطريق الوطنية رقم 12 بين سيدي إفني وكلميم والطريق الجهوية رقم 102 بين بويزاكارن وفم الحصن والطريق الإقليمية رقم 1300 بين كلميم وقصابي وقصابي وتاركة وصاي.
عبد الرحمان رغاي، الفاعل الجمعوي بإقليم كلميم، أكد لجريدة هسبريس الإلكترونية أن الإقليم عاش يوم الأربعاء الماضي على وقع سيول رفعت منسوب مياه الأودية المحيطة والمخترقة لوسط المدينة، مشيرا إلى أن قرارا صادرا عن المديرية الإقليمية للتربية الوطنية ألزم عددا من المؤسسات التعليمية بتوقيف الدراسة، كما تم تسجيل حضور قوي لحواجز رجال الأمن والدرك الملكي.
وأبرز رغاي أن الدراسة توقفت نهائيا على مستوى 14 مدرسة في المجالين الحضري والقروي، فيما توقفت جزئيا بـ4 مؤسسات قروية، لافتا إلى أن شبح سيول وفيضانات عام 2014 لاح من جديد في سماء مدينة كلميم، حيث عاش الإقليم على وقع “شبه عزلة” بسبب انقطاع الطرق وتوقف حركة المرور التي بدأت في العودة إلى حالتها العادية ابتداء من اليوم الخميس عقب تراجع مستوى المياه.
ولفت الفاعل الجمعوي إلى أن سيارات الإسعاف التي كانت تنقل على متنها حالتين مستعجلتين اضطرتا لتحويل المسار نحو طرق بعيدة من أجل الوصول لكلميم، موضحا أن مواطني الإقليم يطالبون بتخصيص مروحية طبية تعمل على نقل الحالات المستعجلة للاستشفاء.
وتساءل الناشط بالمجتمع المدني عن البرامج الاستعجالية التي جرى وضعها عقب سيول 2014 تزامنا مع زيارات وزراء ومسؤولين كبار للمنطقة، متابعا “لا نلامس شيئا من هذه المشاريع، وخير دليل هو دليل ما يقع اليوم؛ فقد كان يوم واحد من الأمطار كفيلا بجعل المنطقة معزولة” على حد قوله.