شبكات التواصل الاجتماعي توحد المقاطعين لكن الى اين ؟
بقلم الإستاد
عبد الكريم فرحات
لنفترض ان السيد اخنوش و السيدة مريم بن صالح و المدير العام لمركز الحليب نزلو لمصالحة المقاطعين محاولين كسب عطفهم و بالتالي الحد من الخسائر المادية التي تعرضت لها مؤسساتهم : فمادا كانوا سيقولون ؟ و هل سيعرضهم ذلك لخسارة ماء الوجه .... ؟ لا أظن دلك .
و من المؤكد انهم سيرددون ما قاله موقع فرانس انتير ان تداعيات المقاطعة لم تنحصر مثلا على عمال دوانون التي تكبدت اكثر من 13 مليون أورو من الخسائر بل شملت التعاونيات الفلاحية مما دفع اكثر من 2000 شخص التظاهر امام قبة البرلمان
من السهل فهم ردة الفعل لكن من الصعب التكهن بنتائجها و تداعياتها ، فربما صار اهونا التعامل مع مؤتمر صحفي أو الإشادة الى فتح صفحة جديدة من مجرد تفكير في اعداد حزمة من الإجراءات تقنع المستهلك بضرورة الكف عن المقاطعة . فالحكومة التي توجد في سبات عميق تجد نفسها مكتفة الايدي امام الوضع آملة في انهاك قوى المقاطعين والتخلي عن الفكرة ولتردد مع نفسها ان في اخر المطاف سيرمي المقاطعون بمانديلهم ... الشيء الدي لن يتم بتلك السهولة فهاته الفئة من المجتمع وضعت أولويات تسبق مصالح أخرى مثل مصير فلاح او عامل في شركة بل هي رسمت امامها هدف واحد: تركيع اللوبيات الاقتصادية عبر تجربة المقاطعة لمنتوجات معينة .
المقاطعة تبقى أسلوبا او طريقة احتجاجية حضارية و ليس مشروعا إصلاحيا يقوم على حلول بديلة ... هدا المشروع الإصلاحي الواسع يمكن ان يقوم على وسائل وأدوات مؤسساتية مرفوقة بصلاحيات و جرأة في اتخاد القرار من لدن الحكومة نفسها ، فلا يمكن لنا ان نفهم جيدا تطورات الغلاء المغيشي الا بمقارنة مستوى الدخل الفردي و القدرة الشرائية: و كما يقول المثل المغربي : ما حاس بالمزود ......لدى فالخطأ الجسيم اراه أولا في غياب المؤسسات الغير حكومية التي عليها التفاعل مع حاملي لافتة الاحتجاج و المقاطعة و لو بافتعال خط تواصل يقي المغرب ويلات أصحاب النيات السلبية .. و ما أكثرهم .
نعم و دون شك هناك مشكل تضخم و غلاء المعيشة بالمقارنة مع طاقات المواطن المتوسط و الضعيف ، كل تلك الفئة التي تجعل من أسلوب المقاطعة جزءا من المشاركة في التأثير على مركز القرار ليست بالمخطئة ، لكن ربما هدفها كان توصيل رسالة قوية الى المجتمع عامة و ليست منحصرة على معاقبة فئة من البورجوازية التي تعرف كيف تستخدم اللوبيات الاقتصادية لصالحها .
لكن الى اين ؟ ما هي نقطة النهاية او كيف سيتأثر اقتصاد المغرب أمام الحملة الاحتجاجية في العالم الافتراضي؟
.. ادا المسألة ليست موضوع حوار اجتماعي او مجرد تدخل حكومي او دودشة إعلامية في قاعة البرلمان يصفق لها الفايسبوكيون او الواتسابيون : ليس هناك خيار، في نظري، الا في ادراج مشروع إصلاحي اقتصادي واسع لا يبدأ من صندوق الدعم او المقاصة و لا ينتهي معها و ادخال إجراءات استعجالية تجعل فئات المجتمع تتصالح فيما بينها .