تحرير : طارق التورابي
لا يمكن لجاحد أن ينكر دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي قدم مشروعها جلالة الملك في خطاب 18 ماي 2005 في ترسيخ تصور جديد لمحاربة الفقر وخلق آفاق جديدة للتشغيل الذاتي.
مجموعة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تحولت بقدرة مسؤول إلى مجرد وسيلة بالنسبة للبعض لتمويل الحملة الانتخابية والبعض الآخر مصدر دخل مضمون. إذ لا يحتاج الأمر لأكثر من مقر، منزلا كان أو دكانا لا تتجاوز مساحته المترين مربعا ولافتة، لتنطلق مشاريع وهمية بكل ما في الكلمة من معنى، و إن أوهمونا بأن العمل جاري وقاموا بتنظيم زيارات ميدانية للإطلاع على سير هذه المشاريع التنموية، تبقى مجرد مسرحيات تعودنا عليها منذ أمد طويل، مشاريح تحولت دون حسيب و لا رقيب إلى مراكز استحدثت ليس لأجل تنمية بشرية، بل لأجل تنمية أرصدة بنكية فقط.
أمام أنظار عامل الإقليم يتم ضخ الأموال في حسابات جمعيات أضحت معروفة لدى الجميع بالإستفادة المتكررة
رغم أنف اللجن المحلية والجهوية والإقليمية والوطنية، فالتلاعب لا يتم بشكل مفضوح يثير الشبهات، فهو يتخذ صورا وأوجها متعددة يصعب ضبطها بسهولة عن طريق مراقبة الوثائق والمستندات، فلعبة الوثائق تمرسوا عليها، والنفخ في الأرقام وخلق مقاولات متخصصة في إنجاز مشاريع التنمية البشرية أصبحت أمرا مألوفا.
مشاريع على الورق بالجملة لم يخرج الى الوجود منها سوى لافتة مكتوب عليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية صرفت المبادرة وضاعت التنمية البشرية، مشاريع تُقبل بسياسة باك صاحبي والمحسوبية والزبونية و كول و وكل..
ماذا لو فتح تحقق في حقيقة هذه المشاريع المدرجة ضمن المبادرة الوطنية؟ أكيد ان مجموعة من المسؤولين سيجدون أنفسهم في مأزق حقيقي.
يتبع..