كيف نقضي على دعشنة المجتمع ؟
بقلم محمد الحرشي
دعشنة المجتمع تتم عنذما نكرر نفس الاسطوانة الدينية على آذان الأطفال الصغار عبر ترديد نفس الكلام أو نفس الحركات والطقوس أو هما معا.
فالطفل ورقة بيضاء تكتب عليها كل أقوال وتصرفات الكبار ولا قوة له من تفكير سليم ومنطق مضبوط لمعاكسة التيار العقائدي السائد في وسطه الأسري أو المجتمعي .
ويستغل الكبار هذا النقص في التحليل والإدراك والرد فيستمرون في حشو عقله بمقولات وطقوس وأفكار لا تمت للواقع بأي صلة.
فيشب الطفل قليلا ويشتد عوده الجسدي ولكن عقله يبقى مستلبا بما غرس في ذهنه منذ الصغر ، فيكبر وهو لا يملك من ملكة
التفكير والنقد الا النزر القليل أن لم نقل لا شيء تماما .
ويصبح كالببغاء لا يعرف الا التكرار،تكرار مقولات واطروحات اباءه واجداده ومعلميه وسياسييه لان الخروج عن الاجماع الجامد سيعرضه للانتقاذ والعزل...الجماعة الجماعة هي التي تقوده وتؤطره وتغذي مستقبله بايديولوجيا دينية قديمة اكل عليها الظهر وشرب.
ومع الوقت تترسخ في ذهنه وعقيدته القديمة انه صاحب الحق والصواب والصدق فيما يقول ويفعل وان الآخرين الذين يعتنقون أفكارا أخرى يجب القضاء عليهم، ومن هنا يبدأ التطبيق الفعلي لما راكمه لعدة سنوات من تصلب عقائدي وتزمت فكري وخصوصا اذا لم يتفوق في دراسته او عمله ومن تم اعتناق سلوك إلارهاب وما يتبعه من قتل وذمار.
ان القضاء على الدعشنة يبدأ اولا في البيت بالتربية على الحوار منذ الصغر وإتاحة الفرصة لأطفالنا للتعبير عن أراءهم وتصوراتهم حول مكونات الكون بخالقه وطبيعته وتناقضاته ومصير بشره.وهذا هو الدواء الأول لمرض الدعشنة الذي هو مرض معد ينتقل من متطرف إلى آخر قابل الجمود الفكري والعنف المادي وهكذا دواليك .
وثاني الحلول هو التركيز على العلوم بذل العقائد لأنها هي التي تضمن لنا بشرا متوازنا لا ينساق بالاقوال أكثر ما يخضع لواقع مدروس قابل للتجربة والتطبيق قبل أن يصدر احكامه ؛ وهنا يلعب التعليم دوره في التركيز على قيم اليابان والصين والسويد والدنمارك ، هذه الدول التي قطعت اشواطا كبيرة في ربط الإنسان بواقعه بذل ربطه بواقع الأموات والأساطير القديمة.
وثالث الحلول هو انخراط الأمن الوطني بكل اصنافه ودرجاته في تربية الأطفال ما بين أعوام الثامنة وثلاثة عشر من العمر عبر المراقبة الاستباقية في الازقة والشوارع،فظاهرة انفلات الشباب فيما بعد يبدأ من هذه المرحلة العمرية التي نرى فيها كيف يتصرفون في.الفضاؤات العامة.دون رقيب أو حسيب.
فعلى وزارة الداخلية أن تكون سباقة في رصد مظاهر الجنوح وعدم احترام الآخرين في بدايتها وليس عنذما يصبح شابا متطرفا دينيا أو اجتماعيا لا يعرف سوى استعمال السكين والاعتداء على حرية الآخرين في ضمان مدخول النهار فيبذره بالليل تذبيرا وإعادة نفس السيناريو في اليوم الموالي