مصدر أندونيسي: جاكارتا تستعين بالرباط في التصدّي للإرهاب

تحرير : محسن راجي شهيد .

على غرار عدد من دول العالم، تعيش إندونيسيا، التي تعد أكبر دولة إسلامية من حيث تعداد السكان بقرابة 252 مليون نسمة، على درجة عالية من التأهب الأمني في جل محافظاتها، بما فيها العاصمة جاكارتا، خاصة على مستوى المرافق الحيوية، وذلك عقب الاعتداءات الإرهابية التي طالت في الآونة الأخيرة كلا من باريس وباماكو، وتبناها تنظيم “داعش”.

السلطات الأندونيسية، التي بدأت حربها ضد الإرهاب قبل 13 سنة، إثر تفجيرات “بالي” التي نفذها إسلاميون متطرفون، أسقطوا خلالها 202 من القتلى، أغلبهم ضحايا أجانب، عملت على حشد رجال الشرطة في العاصمة جاكارتا ضمانا للأمن، ما أبقى وتيرة النشاط السياحي مرتفعة ومستمرة بالبلاد.

وتعرف المداخل الرئيسة لمطار “سوكارنو” الدولي انتشارا مكثفا لرجال الشرطة والجيش الأندونيسيّين، إلى جانب سيارات أمنية مرابطة في محيطه، في وقت يعرف المبنى ذاته حركة دؤوبة للمسافرين المحليين والأجانب، القادمين من مناطق داخلية للبلد الآسيوي، ودول خارجه.

ووفقا لمصادر أندونيسية، فقد تمكنت سلطات أندونيسيا من إلقاء القبض على متطرف إسلامي ينتمي لجماعة “سانطوسو”، بعدما قام قبل فترة بقتل شرطي أندونيسي بالرصاص في جزيرة “سولاواسي الشمالية”، حيث يواجه حكما بالإعدام، فيما تشير المصادر ذاتها إلى أن الجماعة المتطرفة تستهدف رجال وسيارات الأمن وكذا المؤسسات الحكومية المتواجدة في المنطقة.

وعلمت هسبريس أن وفدا أندونيسيا رفيع المستوى، يمثل الوكالة الأندونيسية الوطنية لمحاربة الإرهاب، قد زار الرباط، قبل أسابيع، والتقى مسؤولين أمنيين كبار في المملكة، بمن فيهم عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني والمسؤول عن إدارة مراقبة التراب الوطني، وذلك في سياق التشاور الأمني والاستفادة من التجربة المغربية الرائدة في مجال مكافحة الإرهاب محليا ودوليا.

المشاورات شملت الاطلاع على تجربة المغرب في تفكيك الخلايا الإرهابية ذات الصلة بالجماعات المتطرفة، وعمليات التجنيد لصالح تنظيم “الدولة الإسلامية”، الشهير بـ”داعش”، إلى جانب دور المغرب الاستخباراتي دوليا، وتنسيقه الأمني مع عدد من الدول في قضايا مكافحة الإرهاب والتطرف.

وتشير التقديرات الرسمية الإندونيسية، التي اطلعت عليها هسبريس، إلى أن هناك حوالي 700 مقاتل إندونيسي انضموا إلى صفوف جماعات مقاتلة في سوريا والعراق، في مقدمتها تنظيم “داعش”، في وقت تستمر فيه السلطات الأمنية، ممثلة في شرطة مكافحة الإرهاب، في إيقاف مشتبه بتجنيدهم لرجال ونساء وأطفال للالتحاق بالتنظيم ذاته.

هسبريس