من هو الشيخ كمال الخطيب الدي اعتقلته قبل قليل القوات الاسرائلية

كمال الخطيب

20/10/2015

بواسطة الحاج نجيم السباعي
نائب رئيس الحركة الإسلامية بفلسطين 1948؛ وأحد وجوه العمل السياسي والدعوي والمجتمعي داخل الخط الأخضر. اشتهر بقيادته أنشطة “مرابطو الأقصى” الذين يحيون أولى القبلتين بحلقات العلم والاعتكاف، ويحمونها من اقتحامات متطرفي اليهود. يلقبه محبوه بـ”فاتح الجليل”.

المولد والنشأة
ولد الشيخ كمال الخطيب يوم 25 أغسطس/آب 1962 في قرية العزير بمنطقة الجليل الأسفل شمالي فلسطين، لأسرة فلاحية. يسكن في قرية كفر كنا حيث يزاول -منذ عام 1983- الإمامة في مسجد عمر بن الخطاب، وهو أب لأربع بنات وثلاثة أولاد.

الدراسة والتكوين
تلقى الخطيب تعليمه الابتدائي في مدرسة قرية العزير، والتحق في الثانوية بـ”كلية تراسنطة” المسيحية في مدينة الناصرة، ثم تابع دراسته الجامعية في كلية الشريعة بجامعة الخليل (الضفة الغربية) التي أكمل السنة الرابعة فيها بالانتساب.

التوجه الفكري
انتمى الخطيب مطلع ثمانينيات القرن العشرين إلى الحركة الإسلامية في فلسطين بقيادة الشيخين عبد الله نمر درويش ورائد صلاح، بعد أن اعتنق أفكار المدرسة الأم لهذه الحركة (جماعة الإخوان المسلمين) وهو في الجامعة بانضمامه إلى “الكتلة الإسلامية” التي كانت تنافس الكتلة الوطنية التي تقودها حركة التحرير الفلسطيني (فتح)، وفاز في الانتخابات الطلابية على لوائح الكتلة الإسلامية.

التجربة الدعوية والسياسية
مارس الخطيب أثناء دراسته الثانوية في الناصرة نشاطا سياسيا متواضعا من خلال الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان المتنفس الوحيد آنذاك أمام العرب في المناطق المحتلة عام 1948.

لكن المرحلة الجامعية في مدينة الخليل كانت مؤثرة في تشكيل شخصية الخطيب الإسلامية، حيث سمع فيها عن قيادات إسلامية طلابية سبقته بالدراسة في الجامعة كالشيخ رائد صلاح والشيخ خالد مهنا، كما التقى بشخصيات إسلامية كبيرة من أمثال الشيخ عبد الخالق النتشة.

ومن أكبر العوامل التي أحدث تحولا في حياة الخطيب اجتياح الإسرائيليين للعاصمة اللبنانية بيروت عام 1982 وارتكابهم مذابح بشعة في مخيميْ “صبرا” و”شاتيلا” للاجئين الفلسطينيين فيها، وحادثة إطلاق مستوطنين يهود قنابل ورصاصا على الطلاب في حرم جامعة الخليل عام 1983.

انخرط الخطيب -بوصفه خطيبا في المسجد وعضوا في الحركة الإسلامية- في شتى الأنشطة الدعوية والجهود المجتمعية الإصلاحية، وحين انقسمت الحركة الإسلامية عام 1989 بسبب تباين وجهات نظر قادتها بشأن المشاركة في انتخابات الكنيست الإسرائيلية، انحاز هو إلى الفريق الذي يتزعمه الشيخ رائد صلاح ويرى أن “مصلحة العمل الإسلامي ليست في خوض الانتخابات”، وأن الحركة الإسلامية يجب أن تتفرغ لتطوير نفسها وترسيخ وجودها في المجتمع والميدان.

لم تمهل الأحداث الخطيب ورفقاءه طويلا، ففي عام 1996 أعلنت إسرائيل افتتاح نفق “الحوشمونئيم” تحت المسجد الأقصى فوقعت مواجهات عنيفة سقط إثرها عشرات الشهداء، ونظمت الحركة أول مهرجان لنصرة القدس تحت عنوان “الأقصى في خطر”، وبدأت الحركة من يومها تحمل همّ المسجد الأقصى عبر مشروع إعمار المصلى المرواني وغيره من الأنشطة.

أصبحت الحركة الإسلامية بنشاطها هذا في مواجهة مباشرة مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وهو ما عرضها لما سماها الإسرائيليون “حملة تقليم الأظافر وقص الأجنحة”، ومثلت هذه المرحلة نقطة تحول بالغة الأهمية في مسيرة الخطيب، خاصة إثر اعتقال قائد الحركة الشيخ رائد صلاح ورفقائه الذين عُرفوا لاحقا بـ”رهائن الأقصى”.

وعن موقفه في مثل هذه الظروف العصيبة؛ يقول الخطيب: “ما كان مني أمام مرحلة الاعتقال وأمام بناء مؤسسي قائم وراسخ إلا أن ألتزم بقيادة سفينة هذه الدعوة والوقوف على مقودها بالضرورة وبالواجب وبأمانة المسؤولية، (لتظل) الحركة الإسلامية بمؤسساتها وببنائها التنظيمي مهيأة لعودة الشيخ رائد صلاح واستلامه مقود السفينة والمضي بها عبر زخم كبير تحظى به الحركة”.

ثم أصدرت سلطات الاحتلال عام 1998 أمرا بمنع قيادات الحركة -بمن فيهم الخطيب- من السفر خارج فلسطين، وأخضعته للتحقيق عدة مرات على خلفية دعم حركته الإسلامية لانتفاضة الأقصى التي فجرها عام 2000 الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي 1948.

وفي مايو/أيار 2005 جددت إسرائيل منع الخطيب من السفر إلى بريطانيا للمشاركة في مؤتمر دولي حول “حق العودة”، زاعمة أن منظمي المؤتمر مقربون من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأن تمويل هذا المؤتمر تقف وراءه جهات “خارجة عن القانون الإسرائيلي”. أما الحركة الإسلامية فقد اعتبرت هذه الخطوة استمرارا للملاحقة السياسية لقياداتها والتضييق عليها.

لكن الخطيب تمكن في أبريل/نيسان 2009 من السفر إلى بريطانيا للمشاركة في معارض ومؤتمرات داعمة للفلسطينيين وللقدس الشريف والأقصى المبارك.

وفي 5 أكتوبر/تشرين الأول 2009 اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلية مع عدد من الشبان الفلسطينيين بعد الاعتداء عليهم بالضرب المبرح، أثناء مواجهات اندلعت حول الحرم القدسي بعد محاصرتها لمعتكفين داخل المسجد الأقصى تصدوا لمحاولة متطرفين يهود اقتحام الحرم لأداء طقوس دينية، ثم حققت معه وأبعدته عن القدس في اليوم التالي.

وفي 7 فبراير/شباط 2010 منعت السلطات الأردنية الخطيب من دخول أراضيها دون إبداء أي مبرر لذلك، وأوقفته قوات الأمن على معبر جسر الملك حسين وحقق معه ضابط من المخابرات الأردنية، حسب ما قاله في حديث أدلى به للجزيرة نت.

المنع الإسرائيلي للخطيب من دخول مدينة القدس تكرر مرات عديدة، فكان رده في كل مرة قوله: “إنها القدس عاصمتنا وإنه الأقصى قبلتنا، وإننا لن نساوم أبدا على وحدانية حقنا فيه، تستطيعون منعنا من الوصول إلى القدس والأقصى، وتستطيعون سجننا بل وحتى قتلنا، لكنكم أبدا لن تستطيعوا نزع اليقين والثقة المطلقة أنكم سترحلون عن أرضنا، عن قدسنا وعن أقصانا؛ وإن غدا لناظره قريب”.

وفي 27 سبتمبر/أيلول 2015 دعا الخطيب -في ظل تجدد اقتحامات المتطرفين اليهود لساحات الأقصى- جمهور الشعب الفلسطيني إلى شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى، لحمايته من الجمعيات اليهودية المتطرفة التي طالبت اليهود بالاحتشاد من أجل اقتحام المسجد الأقصى.

وأضاف أن هذه الدعوة للرباط في الأقصى لها أهداف كثيرة، منها التأكيد للمؤسسة الإسرائيلية على أن المسجد الأقصى “خط أحمر لا يمكنها المساس به عبر جماعات متطرفة تقف هي وراءها”، مؤكدا أن الواقع المراد للأقصى خطير في هذه المرحلة، خاصة في ظل صمت الحكومات العربية التي قال إنها “مازالت تمارس بصمتها دورا خطيرا يشجع إسرائيل على خطوات تهويدية ضد المسجد الأقصى”، بدلا من وضع القضية الفلسطينية على سلم أولوياتها في هذه المرحلة الحساسة.

وفي 23 يناير/كانون الثاني 2018 اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الخطيب للتحقيق معه في تهمة التواصل مع جهات محظورة بحسب القانون الإسرائيلي.

ونقلت وكالة الأناضول عن عمر خمايسة محامي الشيخ الخطيب قوله إن قوات من الشرطة الإسرائيلية اعتقلت الشيخ بعد مداهمة منزله الكائن في بلدة كفركنا واقتادته إلى مركز الشرطة المركزية بمدينة الناصرة (مركز شرطة القشلة).

المصدر : الجزيرة