موريتانيا : الماضي ، الحاضر والمستقبل ...
بقلم : عبدالله حافيظي السباعي
باحث متخصص في الشؤون الصحراوية والموريتانية
نجح الاستاذ المختار ولد دادا في خلق دولة بالرغم منا نحن المغاربة الوحدويين ، ساعدته تونس قلبا وقالبا كما تساعد اليوم الجزائر الانفصاليين الصحراويين بالمال والسلاح والمأوى. ...عقد المختار اتفاقية الحصول على الحكم الذاتي تضمنه فرنسا لمدة عشرين عاما ... الشيء الذي كان خليهن ولد الرشيد الغواصة الصفراء يسعى إلى فعله مع الأسبان لكن الله سلم لأن الصحراويين كانوا منقسمين على أنفسهم انقساما كان في صالح المغرب ...
نجح الاستاذ المختار في تكوين دولة تحت الخيام وعاصمة بين كتبان الرمال ... لم يستطع الزعيمين حرمة ولا فال ولد عمير الحصول على ضم موريتانيا إلى المغرب ولا فرض الحكم الذاتي كما يسعى إلى ذلك اليوم خليهن في الصحراء .... فهل سينجح خليهن فيما لم ينجح فيه الزعيمان الموريتانيان ؟؟؟
رحم الله السلطان محمد الخامس عندما اقترح عليه المستعمر الفرنسي أن يعطيه استقلالا كاملا لبلده بما في ذلك تندوف وتوات وحاسي بيضا .... قال لهم السلطان محمد الخامس أن استقلال المغرب لن يتم إلا إذا استقلت الشقية الجزائر .... لكن المسكر في الجزائر قلب عليه الطاولة وجازا المغرب جزاء سنمار ....
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته. ...واذا انت أكرمت اللئيم عليك تمردا. ....
نحن في المغرب لسنا توسعيين كما يضن البعض ....أقصى ما نطمح إليه هو حكم ذاتي موسع لانهاء الصراع في الصحراء ...واندماج اقتصادي على شكل ما وقع بين دول أوربا ، بيننا وبين دول المغرب العربي ....
الاستاذ المختار الرئيس الموريتاني لم يكن حقودا ولا ليئما بمجرد اعتراف به الملك الحسن الثاني ودعاه إلى حضور المؤتمر الإسلامي سنة 1969 لبى الدعوة بدون خلفيات وبدأ التعاون بين البلدين تعاونا أغضب الجزائر وأراد فيه وازبد الرئيس بومدين ... ووصل التعاون بين البلدين الذين أصبحا شقيقين حدود تقسم الصحراء سنة 1975 الساقية الحمراء للمغرب ووادي الذهب لموريتانيا. ... اشدت حرب العصابات في الصحراء بتمويل من الجزائر والقذافي أدى ضريبته الرئيس المختار ولد داداه بفقد كرسي حكمه بانقلاب مفاجىء من عدة ضباط برز من بينهم الرئيس العروسي محمد خونا ولد هيدالة الذي اعترف بالجمهورية الوهمية ليفقد بدوره كرسي حكمه لصالح الضابط الشاب معاوية ولد سيدي أحمد الطائع من قبيلة السماسيد آل شمس الدين...وقد كانت فترة حكمه سمن على عسل بين المغرب وموريتانيا إلى أن انقلب عليه أقرب الناس إليه مدير حراسته الخاصة ( بازيب ) والمدير العام لأمن الوطني ... سباعيين اثنين لا ثالث لهما نظم الإنقلاب الأخ الصغير لكي يمنح كرسي الحكم لأبن عمه الكبير على طابق من ذهب ...حكم علي ولد محمد فال السباعي ووعد بمنح الدولة الموريتانية نظاما ديموقراطيا متطورا وقد حقق مابعد به فندم انتخابات نزيهة جاءت إلى كرسي الرئاسة رجل صوفي ووزير سابق ورئيس عدة صناديق مالية دولية شيبة الحمد ولد الشيخ عبدالله من قبيلة اديدبا القبيلة الصديقة لقبيلة الشرفاء السباعيين وهو زوج شريفة سباعية هي ختو بنت البخاري السباعية .... لم تمض إلا شهورا محدودة إلا وطفت المشاكل الخفية والعلمية على السطح ... اخدت ختو تتصرف تصرف السيدة الأولى في الدولة ... واخد الزوج الرئيس يفكر في البقاء في دفة الحكم ... أراد تهميش من يرجع لهم الفضل في إيصاله إلى دفة الحكم .... كتب له ولد سيدي بابا وولد انحوي البيان الذي قضى عليه وانقلب السحر على الساحر ،،، استرجع محمد ولد عبد العزيز حقه المشروع في الحكم فهو الذي كان يحكم زمن ابن عمه علي ولد محمد فال... وهو الذي رفض اقتراح التصويت الأبيض لكي يبقى علي في الحكم ،،، وهو الذي كان يحكم فعلا في زمن ولد الشيخ عبدالله وعندما فكر في إزاحته تغدى به قبل أن يصل طعام العشاء ....أصبح محمد ولد عبد العزيز هو الرئيس الفعلي لموريتانيا وهو فعل من كان يحكم من بعيد من الانقلاب على معاوية .... نظم ولد عبد العزيز انتخابات رئاسية ونجح فيها بنسبة مقبولة ولم يلجأ إلى تسعة وتسعين في المائة كما كان يفعل جل رؤساء العالم الثالث .... انتصر لد عبد العزيز على أعدائه الطاهرين والخفيين ،،،،حمش المعارضة وراوض الأغلبية كما يراوض البلهلوان قرده. ...لم يهتم بما يقال والتصرف إلى بناء البلد من كل النواحي. ...ادخل التجار السجن وارغمهم على أداء ضرائبهم قسرا .... حتى الوزير الأول ولد الواقف ارغمه على أكل الروز الفاسد ليعفو عليه من بعد ...حتى اقرب الناس إليه وولي نعمته ابن عمه محمد بعماتو اضطر إلى الهجرة السرية لأنه لم يستطع أن يجد فيه ما كان يجده في ولد الطائع .... أخطأ ولد بوعماتو عندما هاجر خارج بلده فشعبية ولد بوعماتو لن يحفظ عليها إلا في بلده .... بلادي وإن جارت علي عزيزة. ... واهلي وان ظنوا بي كرام ،،،،عيش محمد ولد بوعماتو المعروف بكرمه ومساعدته للمريتانيين طبيا واجتماعيا أهم عندي من عيشه في قصيره بين مراكش وباريس ولندن .... تمويله لولد مزيدف وفرقة اولاد البلاد من أجل هجاء ابن عمه وبلده ذنب لا يغتفر. .،كما أن الهاتف الذكي لولد قدة فضح المكشوف وجعل الجميع يتأكد أن من يحيك المؤامرات من بعيد او من قريب في بلده لا يمكن أن يتعاطف معه إلا الطامع أو المتآمر أو الذي يريد الاصطياد في الماء العكر ....
الرئيس محمد ولد عبد العزيز هو نسخة طبقة الأصل من السباعي الشجاع المقدام المعروف بالطرنيش الذي كان يضرب به المثل في الشجاعة والإقدام ايام الحروب بين القبائل خلال القرون الماضية .... رجل لا يخاف إلا من الله لا يتراجع عن أمر يريد تحقيقه ...ضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه للتلاعب أو سرقة المال العام .... لم يستثني في ذلك حتى اقرب الناس إليه وكل من تبث في حقه سرقة مال عام يرغمه على الأداء والا السجن ينتظره ... أدى احمد حمزة السباعي الرئيس السابق للمجموعة الحضرية لنواكشوط وهو المعروف بحرصه على جمع المال وحبه حبا جما ....وأدى صديقي العزيز عبدالله ولد كليكم وكانت الضربة التي تسببت في مرض فارق على أثره الحياة رحمة الله عليه فقد كان كريما .... في المغرب طنا نقول ان من لم يقرأ في زمن الملك محمد الخامس فلن يقرأ... ومن لم يغتني زمن الملك الحسن الثاني فسيبقى فقيرا ...،ومن لم يذهب إلى السجن في زمن الملك محمد السادس فلن يذهب إلى السجن في اي زمان ....وفي موريتانيا من لم يقرأ زمن المخار ولد دادا فلن يدرس. ...ومن لم يغتني زمن ولد الطائع لن يكون غنيا .....ومن لم يذهب إلى السجن زمن ولد عبد العزيز فلن يذهب اليه قط ..،،
بعيدا عن المحاباة أو النفاق فإن المرء الصادق مع ربه ونفسه ومجتمعه يقول بكل تجرد أن أفضل رئيس عرفته موريتانيا بعد المختار ولد داداه بأني الوطن هو محمد ولد عبد العزيز فهو الرئيس الذي بنى الدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا. .... موريتانيا اليوم دولة بكل ما في الكلمة من معنى معروفة عالميا وعاصمة المؤتمرات الأفريقية والعربية والإسلامية بنية تحتية في تطور ملحوظ ..... مطار عالمي ام التونسي سماه على واقعة تاريخية ولم يسميه على نفسه كما يفعل البعض ..... عدة مواني متطورة سواء في العاصمة السياسية نواكشوط أو العاصمة الاقتصادية نواذيبو .،،. جامعات وكليات بكل التخصصات في مدينة جامعية رفيعة المستوى .... توفير الماء الصالح للشرب والكهرباء في المدن والارياف. .... جيش مجهز احسن تجهيز يحمي التغور وهو الذي يترأس اليوم جيوش دول الخمس لدول الساحل ...... ديمقراطية متطورة وانتخابات نزيهة تشرف عليها لجنة مستقلة يرأسها شخص محسوب على المعارضة الشيء الذي لا نتوفر عليه نحن في المغرب ،،،، وخلاصة القول إن ما حققه الرئيس ولد عبد العزيز في موريتانيا خلال عقد من الزمن يضاهي ما حققه كل الرؤساء الذين تعاقبوا على دفة الحكم مند استقلال البلاد .،،،،
ولد عبد العزيز يمكن أن يجسده البعض لكن لا يمكن أن يحتقره ،،،، هو الآن يحاول إرساء ديموقراطية على المقص ،،،.سنة 2013 كتبت مقالا تحت عنوان بوتن موريتانيا وهو ما سيتحقق في المستقبل حيث سيغادر ولد عبد العزيز دفة الحكم ليعود إليه بعد فترة وجيزة ..... إلا أن أشد ما أخشاه هو أن لا يكون الشعب الروسي هو الشعب الموريتاني فاختلاف الطباع قد يؤثر على طبيعة الحكم في المستقبل فاللهم احفظ موريتانيا من اصدقاء ولد عبد العزيز أما أعداء موريتانيا فهو كفيل بهم ....
وحرر برباط الفتح في غرة يوم الثلاثاء 24 يوليوز 2018
-
تعليقات الزوار (0)